٨ - وإذا لم يقتل لعائلة فرد خلال الستة عشر شهراً الماضية من "تحرير" العراق، فإن عليها أن تسرع بتقديم أحدهم كي يلحق بالركب قبل فوات الأوان، وقبل أن "تشك" الولايات المتحدة الأمريكية بأنه إرهابي.
والديمقراطية الأمريكية, كما تصورها شاشات التلفزيون ووكالات الأنباء والعراقيون الخارجون من أتون الجحيم.
٩ - بيوت مدمرة.
١٠ - ونساء ثكلى.
١١ - وأطفال يتامى، ومساجد يذكر فيها اسم الله على أصوات القصف وزعيق طائرات الهليكوبتر، وصراخ الطائرات الحربية، ونواح المسلمات، وسيارات إسعاف مدمرة؛ لأنها تحمل جرحى من النساء والأطفال المدنيين الذين يرفضون "الشهادة" الأمريكية، ويسرعون للعلاج من جروحهم الغائرة. الديمقراطية الأمريكية قيامة الدمار والخراب والدماء المسفوكة من أجل المصالح الأمريكية البريطانية الإسرائيلية. ومن يعترض يستشهد طوعا أو كرها, ولا خيار سوى الترحيب بالديمقراطية الأمريكية، ونموذجها الذي قال المسؤولون الأمريكيون إنهم يسعون لتطبيقه في منطقة الشرق الأوسط: أي على الدول العربية. والإرهابي هو من يناهض الأجنبي الذي تجشم عناء السفر مئات آلاف الكيلومترات لينشر الديمقراطية أعلاه في عقر دارنا: إنها دارهم
وإليك مقطعا من مقال آخر في الموضوع:
((إلاّ أنني أتعجب من هؤلاء الكتاب العرب الذين أصبحوا أمريكيين أكثر من الأمريكان أنفسهم، إذ اتخذ بعضهم هذا الحدث مناحة على القتلى الذين سقطوا، والحضارة التي هددت و.. .. وسقوط دولتين بدل البرجين، وكأنهم غائبون عن حقيقة أن ضرب العراق بدأ في التسعينات، حينما استدرج لضرب الكويت، ثم ضرب وحوصر حصاراً وحشياً لمدة عشر سنوات، وحين غزا الأمريكان العراق لم تكن حجتهم الإرهاب قطعاً، وإنما الزعم بوجود أسلحة دمار شامل لدى صدام وانكشف زيفها.
.. وما يدور الآن ليس تداعيات سبتمبر " كما يدَّعي الجميع غرباً وشرقاً، بل هو تطبيق لسياسة مرسومة منذ عقود بشهادة واضعيها. فلماذا يلبس الجميع الثوب الأمريكي بعد أن أصبح بالياً ورمته صاحبته في قمامتها.".؟
ومن مخازي الغزو الأمريكي والدعوة لرحيل القوات عن العراق، وكف يد الولايات المتحدة عن العراق، ودعوة الحكام العرب لمقاطعة قرارات الأمم المتحدة حتى تنفذها إسرائيل، والتضامن مع أي دولة عربية يصدر بحقها قرار من الأمم المتحدة بالمقاطعة، هذا كان واجب الكتاب السعي لتقوية الجبهة الداخلية ضد العدوان لا مساندة العدو.