الثاني: أن يحكم بالخطأ على العالم غير العالم فيبني الشخص تخطئته للعالم على جهل، فيقول على الله -عز وجل- وخلقه بلا علم، ومرد زلات العلماء أو ما يظن أنه خطأ من العالم ليس إلى العوام وأنصاف المتعلمين، بل إلى العلماء أنفسهم فذلك كما يقول الإمام الشاطبي: (من وظائف المجتهدين فهم العارفون بما وافق أو خالف وأما غيرهم فلا تمييز لهم في هذا المقام) الموافقات (٤/١٧٣) .
٣- اختيار أحسن العبارات وأجمل الكلمات لإيصال ذلك النصح أو النقد.
٤- التماس العذر للعلماء فإنهم -كما تقدم- خير أمة محمد-صلى الله عليه وسلم-، وإذا كانت تلك الخيرية أصلاً فيهم، فإن من الواجب التماس العذر لهم وإحسان الظن بهم.
٥- احذري من تصيد زلات العلماء، فقد تقرر أنهم غير معصومين وأنهم عرضة للخطأ والسهو والغفلة والتقصير، فتقع منهم الزلات والأخطاء، والواجب حين ذلك أمران:
- عدم اعتبار تلك الزلة والأخذ بها، لأنها جاءت على خلاف الشريعة.
- العدل في الحكم على صاحبها فلا ينسب إلى التقصير، ولا يشنع عليه من أجلها ولا ترد بقية أقواله وآرائه وفتاويه بسببها.
٦- يجب أن يكون نصحك له سراً بينك وبينه ليحصل المقصود من ذلك، وإذا تعذَّر لقاؤه فيمكن مراسلته وإيصال تلك الملاحظات له.
٧- اتهمي رأيك واتركي المبادرة إلى الاعتراض على العلماء فإن ذلك محمود، وذلك أن اتهام الإنسان رأيه عند رأي الأجلة من العلماء من حسن الظن بهم، فينبغي عدم المبادرة بالاعتراض قبل التوثق، يقول الإمام الشاطبي رحمه الله: (إن العالم المعلوم بالأمانة والصدق والجري على سنن أهل الورع إذا سئل عن نازلة فأجاب، أو عرضت له حالة يبعد العهد بمثلها، أولا تقع من فهم السامع موقعها ألا يواجه بالاعتراض والنقد فإن عرض إشكال فالتوقف أولى بالنجاح وأحرى بادراك البغية إن شاء الله تعالى) الموافقات (٤/٣٢٤) .
٨- إن أكثر الناس استحقاقاً للثقة هم العلماء، فعلى المسلم أن يضع ثقته في أهل العلم، ويواليهم ويحبهم، فإن محبة العلماء المشهود لهم في الأمة بالأهلية والورع والتقوى عنوان رشد وسلامة في المعتقد والمنهج.
وأخيراً أختم بكلمة نيرة مضيئة قالها الحافظ ابن عساكر يرحمه الله (اعلم يا أخي وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك منتقصيهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب بلاه الله قبل موته بموت القلب (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) .
تلك بعض المعالم في التعامل، مع العلماء ولم استقص في ذلك، وأنصح الأخت الفاضلة بالاستفادة من كتاب (قواعد في التعامل مع العلماء) للشيخ الفاضل عبد الرحمن بن معلا اللويحق.
والله أسأل لي ولك التوفيق والسداد والعلم النافع والعمل الصالح. والسلام عليكم.