فلما رأوا الصحابة - رضي الله عنهم- منه ذلك، قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضاً، يقول الراوي: حتى كاد أن يقتل بضعهم بعضاً بالموسى من الغضب انظر ما رواه البخاري (٢٧٣٤) من حديث المسور بن مخرمة - رضي الله عنه -.
وإذا كانت الحال في الشورى من الخطورة والأهمية، فإن محاسبة الرئيس وأعضاء مجلس الشورى سائغة شرعاً، حيث المحاسبة هي المساءلة لكل من قصر، أو ظُن تقصيره في عمله على وجه الاستطاعة أو الاستنكار.
والمحاسبة من النصيحة التي هي الدين كله كما في الحديث:"الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة ... " رواه مسلم (٥٥) من حديث تميم الداري - رضي الله عنه - كما هي داخلة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كقوله - صلى الله عليه وسلم- "لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد الظالم، ولتأطرنه على الحق أطراً ولتقصرنه على الحق قصراً، أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض، ... " الحديث رواه أبو داود (٤٣٣٦) ، والترمذي (٣٠٤٧) ، وابن ماجة (٤٠٠٦) من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - وكل ما لحق بالعالم الإسلامي اليوم من تخلف إنما مرجعه إلى استبداد المستبد برأيه وإطراحه للشورى، وعدم النصيحة من الناس والإنكار عليه،.