"قلبي ملك للأول".. سبحان الله! ، هل قمت يا أختي بمحاكمة هذه الجملة الخطيرة من قبل؟ ، هل فعلاً قلبك ملك للأول؟ . جربي! حاكميها إلى العقل والمنطق؟ واخبرينا بماذا ستخرجين.
وذكرت يا أختي الكريمة "أنك لا تستطيعين الارتباط بالشاب الذي تقدم لخطبتك". والحقيقة أنني أكره مثل هذه الكلمات: لا أستطيع! ، لا أقدر! ، مستحيل! ، غير ممكن! .. إلى آخر القائمة من "الكلمات ذات السيطرة والهيمنة"، إنها كلمات تؤثر علينا بل وتتحكم في حياتنا دون أن نشعر.
ونظراً للدور الخطير الذي تحدثه مثل هذه الكلمات وأمثالها نشأ في الطب النفسي الحديث تخصص جديد اسمه "علم النفس المعرفي" أوالعقلاني، وهو ينادي بضرورة محاكمة هذه الأفكار التي سماها "الأفكار السلبية التلقائية". جربي يا أختنا الكريمة أن تحاكمي كثيراً من الألفاظ والعبارات والقناعات المتعلقة بحالتك هذه، وستجدين العجب! .
وفي خصوص هذه الكلمة بالذات "لا أستطيع الارتباط بهذا الشخص"، ماذا تقصدين؟ هل تقصدين أن أحداً يمنعك من ذلك، أو أنك تقصدين "لا تريدين الارتباط به"!؟ ، وبينهما فرق كبير.
يا أختي! . أنت تستطيعين الارتباط بهذا الشاب أو غيره، إذا اكتملت شروط الزواج، ولكنك تقصدين: أنا أريد الارتباط بالأول لكنه لم يتقدم لي، فالذي أريده لم يتقدم لي، والذي تقدم لم أفكر فيه أصلاً!! .
(٦) الاكتئاب
ذكرت عن نفسك قلة النوم بشكل كبير، وأن الحياة لم يعد لها عندك معنى، فإذا انضاف إلى هذا نوبات من الضيق والحزن والبكاء، مع الكسل والخمول، وضعف التركيز، وقلة الشهية للطعام، والرغبة في الموت، فهذه ربما تكون علامة أنك أصبت بالاكتئاب، وهو مرض نفسي معروف، يكثر نتيجة الضغوط العاطفية.
فإذا كان الأمر كذلك، فلابد أن تبادري بعرض نفسك على طبيب العائلة الخاص بكم، أو إذا لم يكن هذا النظام الصحي متبعاً عندكم فاعرضي نفسك على طبيب نفسي موثوق، ولا تتأخري في هذا -يا أختي - أو تتساهلي فيه؛ لأنه إذا كان فعلا لديك اكتئاب نفسي، فالحمد لله تعالى ستجدين عند الطبيب جلسات نفسية وأدوية مناسبة يشفيك الله –سبحانه- بسببها من هذا المرض.
(٧) الحب قبل الزواج؟
(.. مسكينات هن فتياتنا يبلغ الظن بهن أن الحب قبل الزواج بحلاوته وطلاوته سيستمر بعد الزواج، قوياً كما هو، ليت شعري كيف لو عرفوا عن الدراسة الأمريكية العجيبة، التي أثبتت أن الغالبية العظمى من الزيجات التي تنشأ عن قصة حب كبيرة، أنها تنتهي بالفشل والطلاق، والسبب ظاهر، فحرارة الحب قبل الزواج حرارة خداعة، سرعان ما تطفئها أمواج الواقع، وهذا معنى قول عمر "وهل تبنى البيوت بالحب وحده"، خاصة أن هذا النوع من الحب يكون عادة متركزاً على جانب واحد من شخصية المحبوب، كالشكل والمظهر، أو الكلام المعسول، دون التفات إلى بقية صفات الشخصية، التي ستبقى فعلاً بعد الزواج، وأنا أتساءل: لو تزوَّج قيس ليلى أو كُثير عزة أو جميل بثينة أو عروة عفراء، فهل سيبقى حبهم بعد الزواج كما هو؟!.
والخلاصة.. أرجو أن يكون قد تبين لك -حتى الآن- أن حالتك هي: