ليكن همك يا أختي أن تقترني بالزوج الصالح الذي يسعدك وتسعدينه، ولا تختزلي الأزواج كلهم في ذاك الشاب الأول، ومن الأمثال العامية عندنا "الله يدبر الصالح"، وهو مثل قوي جداً، وله سلطة معرفية كبيرة؛ لأن معناه أن الله -تبارك وتعالى - بيده مقاليد الأمور وهو يدبر الأصلح لعباده، ولكن العباد قد يرون المصلحة في أمر ما والله -عز وجل- يعرف أن مصلحتهم ليست فيه، فيصرفه عنهم وهم يصرون عليه!.
تعلمت من هذه الدنيا أن الواحد منا قد يرى مصلحته في أمر ما فيسعى له ويجتهد في تحصيله، ويصيبه الهم لو لم يتحقق، ويغتم لذلك.. مسكين هو! ، هل عنده من الله ميثاق، أو هل كشف الله له سجف الغيب فعلم مكان المصلحة!؟ .
ومن أمثالنا العامية أيضاً وهو مثل في غاية القوة "لا تحب! ولا تكره! "، أي إذا أعجبك أمر أو رأي أو فكرة فلا تحبها حباً شديداً عنيفاً وتقاتل من أجلها، بل اجعلها "مجرد تفضيل" مع استعدادك للتراجع عنها إذا تبين لك أن المصلحة في غيرها، وكذلك الأمر في الكره.
وفي الأثر عن علي رضي الله عنه: "أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما!! "
(٣) المقارنة بين الشابين
اعقدي مقارنة بين الشابين، لكن ليس وحدك، بل استعيني على ذلك بأهل العقل من صديقاتك وقريباتك، ممن يعرف الاثنين. واجعلي المقياس دقيقاً متكاملاُ وليس متركزاً على نقطة واحدة فقط، وقد أخرج البعض معايير اختيار الزوج، وهي موجودة على الإنترنت كما أذكر، وإن كنت نسيت موقعها الآن.
والمعايير في الجملة كالتالي:
١.الدين
٢.النفسية
٣.التعامل
٤.التعليم
٥.العائلة
٦.التوافق
٧.وغيرها..
واستعيني -بعد ذلك كله- بالله –تعالى- وصلي صلاة الاستخارة حتى ينشرح صدرك، فإذا بقيت في حيرة فلا تستعجلي؛ لأن هذا معناه أن الأمر يحتاج لإعادة دراسة، وربما تصرفين النظر عن الإثنين كليهما! . كان الله معك وأرشدك إلى الصواب وألهمك الحكمة، آمين يا رب.
(٤) مفاتحة الشاب الأول
إذا قررت يا أختي بعد السؤال والتحري أن الأول قد يكون زوجاً صالحاً لك، فأقترح عليك مفاتحته بالموضوع، وهل يريدك زوجة له أصلاً أم لا! . لكن لا تفعلي ذلك أنت! ، فهذا ليس من سلوك المؤمنات، بل أرسلي له من يفعل ذلك من الرجال أو من محارمه النساء.
فأنتِ ربما لم تخطري على باله أصلاً، ولم يفكر فيك بتاتاً، ولو سئل عن اسمك لمال برأسه ينظر للسماء يستذكر: هل مر عليه هذا الاسم من قبل!! . وربما يعرفك لكن لا يريدك.
فإذا كان يريدك فليتقدم، فإن تلكأ وتأخر وماطل، فاتركيه يعوضك الله خيراً منه، وقولي كما قالت أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها- حين مات زوجها: "اللهم آجرني في مصيبتي، واخلفني خيراً منها" أخرجه مسلم (٩١٨) وغيره من حديث أم سلمة – رضي الله عنها -، فكان الخلف هو زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه!.
(٥) أنت فتاة ناضجة..
أنت يا أختي الكريمة فتاة ناضجة واقعية، تعرفين أن الحياة لا تتوقف عجلتها عند حب متعثر، ولا ينقطع سيرها لأجل أمنية لم تتحقق، ولذلك فأنا واثق أنك سرعان ما تنعتقين من قيد الأزمة، لتصبحي أكثر خبرة ونضجاً واستقراراً.