وذكر ابن أبي يعلى في كتاب التمام: ١/٢٥٧ أنه اختلفت الرواية في موت الفجأة، هل يكره؟ على روايتين: إحداهما: الكراهة ... والثانية: لا يكره. وقال في الفروع: ٢/١٧٠: وفي كراهة موت الفجأة روايتان: والأخبار مختلفة..ا. هـ قال في تصحيح الفروع: وأطلقهما في الرعاية الكبرى والفائق، إحداهما: يكره. صححه القاضي أبو الحسين، وقدمه ابن تميم، والثانية: لا يكره. قلت: - القائل هو المرداوي صاحب التصحيح -: الصواب أنه إن كان مقطوع العلائق من الناس، مستعداً للقاء ربه، لم يكره، بل ربما ارتقى إلى الاستحباب. وإلا كره. والذي يظهر أن معناه: أن صفة هذه الموتة هل (هي) مكروهة عند الله أم لا. لآن الميت لا صنع له في ذلك. فيقال: هذه الموتة مكروهة عند الله تعالى أو غير مكروهة؟ كما أن الموت في سبيل الله، محبوب عند الله، وموت السكران مثلاً مكروه عند الله. والله أعلم. ا. هـ وقال الفتوحي في معونة أولي النهى: ٢/٥٤٧: قال بعض أهل العلم: يحتمل أن يقال أنه رفق ولطف بأهل الاستعداد للموت المتيقظين، وأما من له تعلق يحتاج معه إلى الإيصاء والتوبة والاستحلال ممن بينه وبينه معاملة، فالفجأة في حقه أخذة أسف. ا.هـ وانظر: المجموع: ٥/٢٩١. وذكر ابن عقيل في الفنون: ١/٦١: قال سفيان بن عيينة: الناس كلهم جميعاً يحبون أن يموتوا فجأة ولا يدرون، ألا تراهم كلهم يعلم أنه يموت ولا يحب أن يمرض. قال حنبلي: صدق، لأن الموت بغير مرض، هو الفجأة. ا.هـ لطيفة: ذكر السخاوي في الضوء اللامع: ٦/٢٢، ٢٣ في ترجمة أبي بكر بن أحمد، تقي الدين ابن قاضي شهبة المتوفى سنة ٨٥١هـ: أنه لما عاد من زيارته لبيت المقدس، مات فجأة، وهو جالس يصنف ويكلم ولده البدر ... قال: ومن الغريب ما حكاه ولده أنه قبل موته أظنه بيوم: ذكر موت الفجأة، وأنه إنما هو أخذة أسف للكافر، وأما المؤمن، فهو له رحمة، وقرر ذلك تقريراً شافياً. ا.هـ وانظر: فتح الباري: ٣/٣٥٤، ٣٥٥.