(١) قوله: (وصلى اللَّه عليه)، عطف للصلاة على البسملة، وما كان مثلها استشكله طائفة، وقالوا: الفعل بعد الواو دعاء بالصلاة والتسمية قبله خبر والدعاء، لا يحسن عطفه على الخبر لو قلت: مررت بزيد وغفر اللَّه لك، لكان غثًا من الكلام، والتسمية في معنى الخبر؛ لأن المعنى: أفعل كذا باسم اللَّه. وحجة من أثبتها: الاقتداء بالسلف، والجواب عما قاله هو: أن الواو لم تعطف دعاء على خبر، وإنما عطفت الجملة على كلام محكي، كأنك تقول: بدأت بسم اللَّه الرحمن الرحيم، وصلى اللَّه على محمد، أو أقول هذا وهذا، أو أكتب هذا وهذا. ينظر: نتائج الفكر في النحو، ص ٤٤ - ٤٥. (٢) عَطَفَ قوله (آله) بإعادة ذكر العامل، الذي هو حرف الجر (على)؛ لأجل أمرين اثنين، وهما: الأول: إشارةً إلى مخالفة الشيعة في زعمهم كراهة الفصل بينه -صلى اللَّه عليه وسلم- وبين آله في العطف. والآخر: اتباعًا للغة العالية التي هي لغة جمهور العرب، وبها جاءت القراءات العشر، عدا قراءة حمزة بن حبيب الزيات؛ إذ إن عطف الاسم الظاهر على المضمر المجرور من غير إعادة العامل قد جاء في لغة قليلة يأباها القياس القوي، ولم يرضها نحاة المذهبين: البصري والكوفي، وخرجها ابن جني على إضمار حرف جر محذوف، دل عليه المذكور قبله، وعلى هذه القراءة جاء قول الشاعر: نعلق في مثل السواري سيوفنا ... وما بينها والكعب غوط نفانف وقول الآخر: فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا ... فاذهب فما بك والأيام من عجب (٣) كذا في (ك)، و (ج)، والصواب حذفها. (٤) هو: خليل بن إسحاق بن موسى، الملقب بـ: ضياء الدين الجندي (٠٠٠ - ٧٧٦ هـ = ٠٠٠ - ١٣٧٤ م) فقيه مالكي، من أهل مصر، كان يلبس زي الجند، تعلم في القاهرة، وولي الإفتاء على مذهب مالك، جرت على يديه الكرامات التي تدل على صلاح =