للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تنبيه]

قيل: التعبير بالانتهاء أولى من التعبير بالبطلان (١)، لأن التعبير به مجاز، كما يقال: (انتهى الصوم) إذا غربت الشمس، لا بطل.

[[معنى الحدث: ]]

ثم فسر الحدث هنا بقوله: وهو الخارج، فيشمل البول والغائط والمذي والودي والريح والدود والدّم، ما لم يكن حيضًا أو نفاسًا، وخرج بـ (الخارج): القرقرة والحقن الشديدة، خلافًا لابن زرب (٢) في نقضه بالقرقرة الشديدة، ولم يذكروا المني وإن كان ناقضًا في بعض صوره؛ لندوره، وأما الهادي وهو ماء أبيض يخرج من الحامل فسنذكره في الحيض أنه موجب للوضوء.

[[صفة الخارج الناقض: ]]

ثم وصف الخارج بقوله: المعتاد من السبيلين، أي: من القبل والدبر وما في حكمهما، كما يأتي.

وخرج بهذا القيد الحصى والدود والدم والريح من قبل الرجل وفرج المرأة، فإنه غير ناقض، خلافًا للشافعية، وخرج به ما يخرج من جائفة أو حلق فلا ينقض.


(١) في "ن ٤": قيل: التعبير بالانتهاء أحسن منه بالبطلان.
(٢) هو: محمد بن يبقى بن زرب، أبو بكر، (٣١٧ - ٣٨١ هـ = ٩٢٩ - ٩٩١ م): من كبار القضاة وخطباء المنابر بالأندلس، وهو أحد صدور الفقهاء في زمانه بالأندلس؛ فقد كان ذاك يسمى في علمه وورعه ابن القاسم، وكان له حظ كبير من علم الإعراب والفقه، يجمع ذلك إلى العبادة، وسرد التلاوة للقرآن، وكان من أخطب الناس فوق منبر، وأحسنهم ترتيلًا لمنطقه، وأظهرهم خشوعًا في موقفه لخطبته، وأقرعهم لمن تقرعه بوعظه؛ لا يملك أحد من البكاء عينيه، عند سماعه، ولي القضاء بقرطبة (سنة ٣٦٧) في أيام المؤيد الأموي (هشام)، وتتبع أصحاب ابن مسرة لاستتابة من يعتقد مذهبه، وأحرق ما وجد عندهم من كتبه، ووضع كتاب (الرد على ابن مسرة) في نقض آرائه، وصنف (الخصال) في فقه المالكية، وتوفي بقرطبة وهو على القضاء، ومدته فيه أكثر من ثلاثين عامًا. ينظر: الأعلام (٧/ ١٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>