قال الفراء (١): أول لحن سمع (هذه عصاتي)، وبعده (لعل لها عذرٌ، وأنت تلوم)، والصواب: عذرًا.
[٧] ومنها قراءة سورة الجمعة في أول ركعتيها, لا في ثانيتها؛ لمواظبته -صلى اللَّه عليه وسلم- على ذلك غالبًا، وإن لمسبوق؛ لأنه قاض للقول وصفته.
[٨] وندب قراءة {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (١)} في الثانية، وأجاز مالك أيضًا أن يقرأ بالثانية سبح والمنافقون، يحتمل أنه على التخيير، وعليه فهم في توضيحه قول ابن الحاجب، وفي الثانية هل أتاك أو سبح أو المنافقون، ويحتمل أن يريد ما قال ابن عبد السلام: إنها أقوال، وعليه فتكون أو التفصيل لا للتخيير.
[[من يجوز لهم الحضور: ]]
[١] ومنها حضور مكاتب؛ لسقوط حق سيده بالكتابة.
[٢] وحضور صبي؛ لما فيه من الفضل، وليعتاد ذلك.
(١) هو: يحيى بن زياد بن عبد اللَّه بن منظور الديلمي، مولى بني أسد (أو بني منقر) أبو زكرياء، المعروف بالفراء، (١٤٤ - ٢٠٧ هـ = ٧٦١ - ٨٢٢ م): إمام الكوفيين، وأعلمهم بالنحو واللغة وفنون الأدب. كان يقال: الفراء أمير المؤمنين في النحو. ومن كلام ثعلب: لولا الفراء ما كانت اللغة. ولد بالكوفة، وانتقل إلى بغداد، وعهد إليه المأمون بتربية ابنيه، فكان أكثر مقامه بها، فإذا جاء آخر السنة انصرف إلى الكوفة فأقام أربعين يومًا في أهله يوزع عليهم ما جمعه ويبرهم. وتوفي في طريق مكة. وكان مع تقدمه في اللغة فقيهًا متكلمًا، عالمًا بأيام العرب وأخبارها، عارفًا بالنجوم والطب، يميل إلى الاعتزال. من كتبه "المقصور والممدود - خ" و"المعاني" ويسمى "معاني القرآن - ط" أملاه في مجالس عامة كان في جملة من يحضرها نحو ثمانين قاضيًا، وغيرها، كان يتفلسف في تصانيفه. واشتهر بالفراء، ولم يعمل في صناعة الفراء، فقيل: لأنه كان يفري الكلام. ولما مات وجد "كتاب سيبويه" تحت رأسه، فقيل: إنه كان يتتبع خطأه ويتعمد مخالفته. وعرف أبوه "زياد" بالأقطع, لأن يده قطعت في معركة "فخ" سنة ١٦٩ وقد شهدها مع الحسين بن علي بن الحسن، في خلافة موسى الهادي. ينظر: الأعلام (٨/ ١٤٥).