للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جبير (١) رجلًا يريد أن يحرم من ذات عرق فأخذ بيده حتى خرج به من البيوت وقطع به الوادي فأتى المقابر، ثم قال: هذه ذات عرق الأولى. انتهى.

[[ميقات القريب من مكة: ]]

ومسكن دونها -أي: مسكن من هو أقرب من هذه المواقيت إلى مكة- هو ميقاته، قال في المدونة: كأهل قديد وعسفان ومر الظهران.

وترك المصنف ذكر أصحاب هذه المواقيت اتكالًا على شهرته؛ ففي الصحيحين عن ابن عباس أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وقت لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل نجد قرن المنازل، ولأهل اليمن يلملم (٢).

وقال: "هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن أراد الحج


= والضاد المعجمتين نسبة إلى قرية من اليمامة، ثقة متقن، من السادسة، مات سنة سبع وعشرين. ينظر: تقريب التهذيب ص ٦١٩.
(١) هو: سعيد بن جبير الأسدي، بالولاء، الكوفي، أبو عبد اللَّه، (٤٥ - ٩٥ هـ = ٦٦٥ - ٧١٤ م): تابعي، كان أعلمهم على الإطلاق، وهو حبشي الأصل، من موالي بني والبة بن الحارث من بني أسد. أخذ العلم عن عبد اللَّه بن عباس وابن عمر. ثم كان ابن عباس، إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه، قال: أتسألونني وفيكم ابن أم دهماء؟ يعني: سعيدًا. ولما خرج عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، على عبد الملك بن مروان، كان سعيد معه إلى أن قتل عبد الرحمن، فذهب سعيد إلى مكة، فقبض عليه واليها (خالد القسري) وأرسله إلى الحجاج، فقتله بواسط. قال الإمام أحمد بن حنبل: قتل الحجاج سعيدًا وما على وجه الأرض أحد إلا وهو مفتقر إلى علمه. وفي آخر ترجمته، في وفيات الأعيان، أنه كان يلعب بالشطرنج استدبارًا. ينظر: الأعلام (٣/ ٩٣).
(٢) حديث عبد اللَّه بن عمر: أخرجه مالك (١/ ٣٣٠، رقم ٧٢٤)، وأحمد (٢/ ١٥١، رقم ٦٣٩٠)، والبخاري (١/ ٦١ رقم ١٣٣)، ومسلم (٢/ ٨٤٠، رقم ١١٨٢)، والترمذي (٣/ ١٩٣، رقم ٨٣١) وقال: حسن صحيح. والنسائي (٥/ ١٢٢، رقم ٢٦٥٢)، وابن ماجه (٢/ ٩٧٢، رقم ٢٩١٤). والشافعي (١/ ١١٤)، والحميدي (٢/ ٢٨٠، رقم ٦٢٣)، وابن أبي شيبة (٣/ ٢٦٥، رقم ١٤٠٦٦).
حديث ابن عباس: أخرجه الطبراني (١١/ ١٤، رقم ١٠٨٨٦)، وأحمد (١/ ٣٣٢، رقم ٣٠٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>