استوطن القيروان وحصلت له بها رياسة العلم وتفقه بأبي الحسن القابسي، ورحل إلى قرطبة فتفقه بها عند الأصيلي، ورحل إلى المشرق وحج ودخل العراق. قال حاتم بن محمد: كان أبو عمران من أحفظ الناس وأعلمهم، جمع حفظ المذهب المالكي إلى حديث النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ومعرفة معانيه، وكان يقرأ القرآن بالسبع ويجوده مع معرفته بالرجال وجرحهم وتعديلهم. قال حاتم: ولم ألق أحدًا أوسع علمًا منه ولا أكثر رواية وذكر أن الباقلاني كان يعجبه حفظه ويقول له: لو اجتمعت في مدرستي أنت وعبد الوهاب وكان إذ ذاك بالموصل لاجتمع علم مالك أنت تحفظه وهو ينصره. وتوفي أبو عمران سنة ثلاثين وأربعمائة. وهو ابن خمس وستين سنة. ينظر: جذوة المقتبس ٣٨٨، وترتيب المدارك ٤/ ٧٠٢ - ٧٠٦، والصلة ٢/ ٦١١، ٦١٢، وبغية الملتمس ٤٥٧.