للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عن غيره، أو استباحة ما ندبت له الطهارة، كالدخول على السلطان، أو القراءة ظاهرًا، فلا يرتفع حدثه على المشهور.

وفهم منه أنه ما لا تشرع له الطهارة لا يرفع حدثًا مِن باب أولى أو تردد في طهارته المتيقنة هل باقية أو لا فتوضأ قال: وإذا كنت أحدثت فله، أي: فهذا الوضوء للحدث، ثم تيقن أنه محدث، فإن حدثه لم يرتفع؛ لعدم الجزم.

أو جدد وضوءه معتقدًا بقاءه، فتبين حدثه قبل التجديد، لم يجزئه؛ لأنه لم يقصد إلا الفضيلة.

[تنبيه]

ذكر التجديد في الوضوء دون الغسل لأن التجديد فيه مستحب دونه، وبهذا رَدَّ ابن رزقون (١) قول الباجي: الغسل كالوضوء.


(١) في "ن ٢" و"ن ٤": زرقون، وابن رزقون هو: أحمد بن علي بن أحمد بن يحيى بن خلف بن أفلح بن رزقون -بتقديم الراء- القيسي الباجي ثم الخضراوي أبو العباس، قال ابن الزبير: كان نحويًا لغويًا، حافظًا جليلًا، راوية مكثرًا، عدلًا فاضلًا متقدمًا في فنون من المعارف، روى عن ابن الطلاع وابن الأخضر، وعنه ابن خير وغيره، وجال في طلب العلم غالب الأندلس، وقضى بأركش، فحمدت سيرته، ولازم الإقراء، وأخذ الناس عنه، مات سنة خمس.
وقيل: اثنتين. وأربعين وخمسمائة.
فائدة: نقل ابن مالك في شرح التسهيل أن ابن أفلح ألحق بظن وأخواتها -في نصب المفعولين- (كأن)، قال ابن حيان: ولا أدري من ابن أفلح! . انتهى. ولعله هذا، أو خلف بن أفلح. ينظر: بغية الوعاة (١/ ٣٣٩). وأما ابن زرقون فهو: محمد بن سعيد بن أحمد الأنصاري، أبو عبد اللَّه، ابن زرقون، (٥٠٢ - ٥٨٦ هـ = ١١٠٨ - ١١٩٠ م): فقيه مالكي عارف بالحديث أندلسي، ولد في شريش، واستقر بإشبيلية، ومات بها. قال الذهبي: كان مسند الأندلس في وقته، ولي قضاء (شلب) وقضاء (سبتة)، وحمدت سيرته ونزاهته.
له: (جوامع أنوار المنتقى والاستذكار) لابن عبد البر، في شرح الموطأ، منه الجزء الثالث، مخطوط، في الأزهر (٤٢) ٣٠٣ حديث، والجزء الرابع في الرباط (١٤٥ أوقاف) كتب سنة ٧٠٢، وكتاب آخر جمع فيه بين مصنف الترمذي وسنن أبي داود السجستاني. ينظر: الأعلام (٦/ ١٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>