للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[الأعيان الطاهرة, والأعيان النجسة]]

ولما كان الحاجز بين الشيء يسمّى فصلًا لغة، واصطلاحًا: قطع بحث سابق عن بحث لاحق، قال: فصل في تميجز الطَّاهِر مِن النجس, أتبعه لما أسلفه مِن أقسام المياه، لِأن الأَصْل فيهَا الطّهورية، وإنما تتنجس أو تسلب طهوريتها بخارج يطرأ عليها, وليس كل ما يطرأ عليها نجسًا، احتاج لبيان كل منهما، فقال:

[أولًا - الأعيان الطاهرة: ]

الطاهر مِن ميتات الحيوان البري:

[١] ميت ما -أي: الّذي- لا دم له، كـ: عقرب، وخنفس، وما في معنى ذلك.

تنبيه: قال عياض (١) في قواعده: الدود المتولد مِن الفواكه وسوس الزّرع.

قال القباب (٢): حكمه حكم دواب البحر لا ينجس في نفسه، ولا ينجس ما مات فيه مِن مائع أو ماء، كذا ذباب العسل (٣).


(١) هو: الإِمام، العلامة، الحافظ الأوحد، شيخ الإِسلام، القاضي، أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض بن عمرون اليحصبي السبتي، (٤٧٦ - ٥٤٤ هـ = ١٠٨٣ - ١١٤٩ م)، عالم المغرب وإمام أهل الحديث في وقته، كان من أعلم الناس بكلام العرب وأنسابهم وأيامهم، ولي قضاء سبتة، ومولده فيها، ثم قضاء غرناطة، وتوفي بمراكش مسمومًا. ينظر: الأعلام (٥/ ٩٩).
(٢) هو: أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن الجذامي الفاسي، أبو العباس الشهير بالقباب، (٧٢٤ - ٧٧٨ هـ = ١٣٢٤ - ١٣٧٧ م)، فقيه مالكي، قاض، مولده ووفاته بفاس، ولي الفتوى بها، والقضاء بجبل الفتح ثم اعتزل وعكف على التدريس، وعرض عليه قضاء الجماعة فامتنع واختفى مدة، وعاد إلى التدريس والفتيا، له كتب منها (شرح قواعد عياض). ينظر: الأعلام (١/ ١٩٧).
(٣) قال الرماصي: تت: (قال عياض في قواعده. . إلى آخره) عبارته كعبارة كبيره، ومن مشكله اقتضاؤه أن عياضًا ينقل عن القباب، وليس كذلك؛ لأن القباب هو شارح =

<<  <  ج: ص:  >  >>