للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فعله من مباح يوجب ذمه عرفًا، كالأكل عندنا في السوق في حانوت الطباخ لغير الغريب. انتهى.

من حمام وسماع غناء: بالكسر والمد، وبالقصر اليسار، وظاهره: كان معه آلة أم لا؛ ففي المدونة: "ترد شهادة المغني والمغنية والنائح والنائحة إذا عرفوا بذلك"، وتقدم في الوليمة عن مالك: "لا بأس بضرب الدف والكبر في العرس".

وبترك دباغة وحياكة اختيارًا؛ لإخلال ذلك بالمروءة، وخرج بالاختيار من يفعل ذلك لفاقة، أو مكرهًا.

وأُلْحِقَ بذي الفاقة من يقصد بذلك كسر نفسه، ويخلقها بأخلاق الفضلاء، أو مباعدتها عن الكبر.

[تنبيه]

لو أدخل الكاف على (دباغة) ليشمل أرباب الحرف الدنيئة كالحمام والمكاس وما أشبهه لكان أحسن.

وإدامة لعب شطرنج: بالشين معجمة ومهملة، ابن جني (١): والصواب كسر شينه.

وظاهر كلام المؤلف: إباحته، وبه صرح البساطي، وهو ظاهر كلام الشارح.

وقال ابن هشام اللخمي: مذهب مالك حرمة اللعب بها، وتارةً يعبر


(١) هو: عثمان بن جني الموصلي، أبو الفتح، (٠٠٠ - ٣٩٢ هـ = ٠٠٠ - ١٠٠٢ م): من أئمة الأدب والنحو، وله شعر. ولد بالموصل وتوفي ببغداد، عن نحو ٦٥ عامًا. وكان أبوه مملوكًا روميًّا لسليمان بن فهد الأزدي الموصلي. من تصانيفه: رسالة في "من نسب إلى أمه من الشعراء - خ" و"شرح ديوان المتنبي - ط" و"المبهج - ط" في اشتقاق أسماء رجال الحماسة، و"المحتسب - ط" في شواذ القراءات، و"سر الصناعة الإعراب - ط"، و"الخصائص - ط" ثلاثة أجزاء، في اللغة، و"اللمع - خ" في النحو، وغيرها كثير، وكان المتنبي يقول: ابن جني أعرف بشعري مني. ينظر: الأعلام (٤/ ٢٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>