للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تعالى: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} مردود بأنه يؤدي إلى اتصاف النبي بتلك الأوصاف الذميمة كالكلبية مثلًا، وفيه إزراء بالمنصب الشريف.

- أو ادعى شركًا مع نبوته عليه الصلاة والسلام، كدعوى مشاركة علي (١) له، وأنه يوحى إليهما معًا، وأن عليًا هو النبي، وأن جبريل عليه السلام غلط (٢)، فكفر لمخالفة الإجماع والمحسوس؛ فإن عليا حين نزول جبرئيل على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان صبيًا لم يبلغ، وهذا قول أخبر به عن فعل.

- أو لمحاربة نبي، بأن قال: بجوازها؛ لاستلزام محاربة البارئ، وهو كفر.

- أو جوز اكتساب النبوة؛ لأنه يؤدي للخلل، ولتوهين ما جاء به النبي.

- أو ادعى أنه يصعد للسماء أو أنه يعانق الحور العين؛ لأن هذا الجزاء في الآخرة، فدعواه له في الدنيا كذب وتكذيب.

وفي (الذخيرة) و (الشفا) أشياء كثيرة، ذكرنا منها جملًا في الشرح الكبير.

- أو استحل محرمًا كالشرب.

[[مسألة: ]]

ثم أخرج من قوله (بصريح): لا قوله لآخر داعيًا عليه: أماته اللَّه كافرًا، نحوه في الذخيرة، وصوبه تلميذه ابن راشد.

وأشار له بقوله: على الأصح، ومقابله فتوى الكركي (٣) بكفره؛ لأنه


(١) وهذا القول تقول به الشيعة الإمامية في خاص مجالسها.
(٢) في "ن ٣": كذاب.
(٣) هو: محمد بن عمران بن موسى بن عبد العزيز بن محمد بن حزم الشريف الحسيني، يكنى أبا محمد بن أبي عبد اللَّه، ويعرف بالشريف الكركي، ويلقب شرف الدين: الإمام العلامة المتفنن ذو العلوم، شيخ المالكية والشافعية بالديار المصرية والشامية في وقته، يقال: إنه أتقن ثلاثين فنًا من العلوم، وأكثر من ذلك، بل قال الإمام العلامة شهاب =

<<  <  ج: ص:  >  >>