فقلما يخلص مصنف: بكسر السين من الهفوات: جمع هفوة، وهي: الزلة، أو ينجو مؤلف: بكسر اللام من العثرات: جمع عثرة بالمثلثة، وهي أيضًا الزلة، والمغايرة بينهما في اللفظ فقط، كالتصنيف والتأليف.
وقيل: هذان مختلفان، فالتصنيف: اختراع علم أو اصطلاح من عند نفسه، والتأليف: جمع كلام الغير، ويحتمل أن يقرأ: مصنف ومؤلف بالفتح، أو فتح الأول وكسر الثاني، وعكسه.
[تذييل]
كان بعض الشيوخ كثيرًا ما يقول: من ألف فقد استهدف؛ فإن أحسن فقد استعطف، وإن أساء فقد استقذف.
قيل: معنى استهدف: ارتفع على أقرانه، كأنه أحسن فيه، فقد تميل القلوب إليه، وإن قصر فقد تعرض للقذف، ويحتمل أن جعل نفسه هدفًا للرمي، والمعنيان صحيحان, واللَّه الموفق بمنه وكرمه.
* * *
[باب ذكر فيه أحكام الطهارة، وما يتعلق بها]
والباب في العرف معروف، وفي اللغة: ما يتوصل به إلى الشيء، واصطلاحًا: اسم لنوع من أنواع مسائل العلم المقصود، وسموا أنواعه فصولًا، وسموا ما اشتمل عليه الفصل مسائل: جمع مسألة، وهو: مطلوب خبري، يبرهن عليه في ذلك العلم، ولا تكون إلا نسبية (١).
(١) قال الأجهوري في المواهب: قال تت: "والمسائل: جمع مسألة، وهو: مطلوب خبري يبرهن عليه في ذلك [العلم]، ولا تكون إلا نسبية". انتهى. وقوله: "يبرهن" أي: يقام عليه البرهان، والمراد به: مطلق الدليل، وليس المراد به: البرهان المصطلح عليه عند أهل الميزان, وهو: ما يتركب معه من الأوليات ونحوها، وكلامه =