وأشار للصنف السابع وهو قوله تعالى:{وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ} بقوله: ومجاهد -أي: ملتبس به أو بالرباط- وآلته كسيف ورمح ونحوها، ويعطى منها ما ينتفع به إن لم يكن غنيًا اتفاقًا، ولو كان غنيًا في غزو كجاسوس يرسله الإمام عينًا للإطلاع على أخبار العدو والعلم بأمره، فيعطى منها، ولو كافرًا لسعيه في مصالح المسلمين.
لا في بناء سور يتحفظ به من الكفار، ولا في عمل مركب يقاتلونهم فيه.
[[ابن السبيل: ]]
وأشار للصنف الثامن وهو ابن السبيل بقوله: وغريب محتاج لما يوصله لبلده غنيًا كان ببلده أو فقيرًا، ولإعطائه شروط ثلاثة:
- حاجته كما تقدم.
- وكون سفره في غير معصية، فلا يعطى مسافر لمعصية؛ لما فيه من إعانته على الفساد، ولا يعطى في عوده إلا أن يتوب، الواو بمعنى أو، ويخاف عليه الموت إن لم يعط، قاله ابن يونس.
وأشار للشرط الثالث بقوله: ولم يجد مسلفًا وهو مليء ببلده وجد مسلفًا في سفره، ولو وجده وهو فقير بها أعطي.
وصدق إن ادعى أنه ابن سبيل، إن كان على هيئة الفقر، قاله مالك، ولم يجد من يعرفه.
وان أخذها ابن السبيل وجلس نزعت منه، قاله اللخمي، كغاز أخذ منها ليغزو ثم جلس فإنها تنزع منه لأنها في معنى المعاوضة على الغزو.
وفي رد غارم أخذها لوفاء دينه ثم ليغزو ثم يستغني قبل وفائه بها وعدم رده لأنه أخذها بوجه مشروع، والطارئ لا عبرة به، تردد للخمي وحده؛ لقوله: فيه إشكال، ولو قيل تنزع منه لكان وجهًا.