للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تنبيه]

في كلام المصنف إشارة إلى عدم إرساله للملائكة، ونقل بعضهم (١) الإجماع (٢) [عليه].


= وإنما قال الشارح على المختار لأن في تحديد سنه -صلى اللَّه عليه وسلم- عند البعثة اختلاف، فالذي ذكره الشارح على أنه المختار هو رأي الجمهور، وقال خليفة بن خياط: حدثنا أبو عاصم، عن أشعث، عن الحسن، قال: بعث رسول اللَّه وهو ابن خمس وأربعين، فأقام بمكة عشرًا وبالمدينة ثمانيًا وتوفي وهو ابن ثلاث وستين، والصحيح الأول؛ ففي الصحيحين عن ابن عباس أنه قال: "أنزل على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو ابن أربعين سنة، فمكث بمكة ثلاث عشرة سنة، ثم أمر بالهجرة فهاجر إلى المدينة، فمكث بها عشر سنين، ثم توفي -صلى اللَّه عليه وسلم-". ينظر: السيرة النبوية (٤/ ٥١٦).
(١) لعل مراده بالبعض: الرازي، قال الحطاب (١/ ٣١): "واختلف في بعثته إلى الملائكة، والأكثر على عدم بعثته إليهم، صرح بذلك الحليمي والبيهقي في الباب الرابع من شعب الإيمان، بل حكى الإمام الرازي والبرهان النسفي الإجماع على أنه لم يرسل إليهم.
وما حكاه الزركشي وتبعه القرافي وغيره عن الإمام الرازي من أنه حكى الإجماع على بعثته إليهم غير معروف عن الرازي، والمعروف عنه ما قدمناه، والقول ببعثته إليهم إنما حكاه السبكي عن بعضهم.
قال الكمال بن أبي شريف في حاشية شرح جمع الجوامع: قال السبكي: قال المفسرون كلهم في قوله تعالى: {لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}: المراد به الإنس والجن وقال بعضهم: والملائكة".
(٢) دعوى الإجماع غير صحيحة، فقد قال السيوطي في رسالته (الحبائك في أخبار الملائك): "اختلف العلماء في بعثة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى الملائكة على قولين؛ أحدهما: أنه لم يكن مبعوثًا إليهم، وبهذا جزم الحليمي والبيهقي من أصحابنا ومحمود بن حمزة الكرماني في كتابه العجائب والغرائب.
ونقل البرهان النسفي والفخر الرازي في تفسيريهما الإجماع عليه، وجزم به من المتأخرين: الحافظ زين الدين العراقي في نكته على ابن الصلاح، والشيخ جلال الدين المحلى في شرح جمع الجوامع. والقول الثاني: أنه كان مبعوثًا إليهم، ورجحه القاضي شرف الدين البارزي، والشيخ تقي الدين السبكي، وهو المختار، وله فيه مؤلف يسمى "تزيين الأرائك في إرسال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى الملائك".
وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة: وهل تدخل الملائكة في حد الصحابة؟ محل نظر، وقد قال بعضهم: إن ذلك ينبني على أنه هل كان مبعوثًا إليهم أو لا؟
وقد نقل الإمام فخر الدين في أسرار التنزيل الإجماع على أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يكن مرسلًا إلى =

<<  <  ج: ص:  >  >>