للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثلاثة أيام من كل شهر غير معينة، وكان مالك يصوم الأول والحادي عشر والحادي والعشرين (١).

[[مكروهات الصوم: ]]

[١] وكره مالك كونها (٢) البيض، أي: أيام الليالي البيض: الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر لبياضها، وبالغ مخافة اعتقاد وجوبها.

[تنبيه]

حذف المصنف الموصوف وأقام الصفة مقامه، وإلا فالأيام كلها بيض.

ثم شبه في الحكم فقال: كستة من شوال عقب الفطر من رمضان؛ ففي الموطأ: لم أر أحدًا من أهل الفقه والعلم يصوم الستة الأيام التي بعد الفطر، ولم يبلغني ذلك عن أحد من السلف، وأن أهل العلم يكرهون ذلك مخافة بدعته.

[٢, ٣] وذوق ملح في طعامه مثلًا، ومضغ علك، أي: ما يعلك من تمر مثلًا ليطعمه لصبي مثلًا، ثم يمجه؛ لئلا يصل شيء منه للجوف، فإن وصل منه شيء قضى إن لم يتعمد، وإلا كفر أيضًا.

[٤] وكره مداواة حفر بفتح الفاء وسكونها لغة، وهو فساد أصولها.


(١) قال الدسوقي في حاشيته: (١/ ٥١٧): "قوله (وصوم ثلاثة من الأيام)، أي: غير معينة وهذا زيادة على الخميس والاثنين لأنهما مستحبان مستقلان.
قوله: (أول يومه إلخ)، أي: لأن الحسنة بعشرة أمثالها فاليوم الأول بحسنة وهي بصوم عشرة أيام وحادي عشره أول العشرة الثانية وحادي عشريه أول العشرة الثالثة، فإذا صام أول يوم من كل شهر وحادي عشره وحادي عشريه فكأنه صام الدهر، والحكم للغالب فلا يرد النقض بأول يوم من شوال. اهـ تقرير عدوي. قوله: (وحادي عشريه) كذا قاله تت لا أوله وعاشره ويوم عشريه كما في الشارح بهرام عن المقدمات كذا في عبق قال بن مثله في ح عن المقدمات والذخيرة: ويا للعجب كيف يكون ما لتت أرجح مما في المقدمات ويمكن أن يقال: إن ما لتت قد تأيد عند عبق نقلًا كما تأيد بما ذكرناه من المناسبة، وقد قالوا: إن الدراية كانت أغلب على ابن رشد من الرواية قوله: (أي: أيام الليالي البيض)، أي: فقد حذف المضاف للموصوف.
وقوله: ثالث عشره، أي: الشهر وتالياه وصفت الليالي المذكورة بالبيض لشدة نور القمر فيها.
وقوله: وفرارًا إلخ. الأولى تقديم هذه العلة على قوله مخافة إلخ".
(٢) في "ج": كونه.

<<  <  ج: ص:  >  >>