للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأصل ذلك سارق رداء صفوان بن أمية (١)، لما قيل له من لم يهاجر هلك، فقدم المدينة، ونام في المسجد، وتوسد رداءه، فأخذه سارق، فأخذه صفوان، وجاء به إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأمر بقطع يده.

فقال صفوان: لم أرد هذا يا رسول اللَّه، هو عليه صدقة.

فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فهلا قبل أن تأتيني به" (٢).

[[المطمر ونحوه حرز: ]]

أو سرق طعامًا من مطمر، وهو: حفرة تجعل في الأرض لخزن الطعام، وهال عليه التراب حتى يساوى الأرض، فيقطع إن قرب، لا إن بعد على المنقول، وتعقب قول ابن الحاجب: (والمطامير في الجبال وغيرها حرز) بأنه غير منقول.

[[الربط حرز: ]]

أو سرق بعيرًا أو غيره من قطار، وهو: ربط الإبل أو غيرها بعضها ببعض، فيقطع السارق إن حل منها شيئًا، ولو لم يبن، وقول المدونة (٣): (وبان به) لا مفهوم له (٤).


(١) هو: صفوان بن أمية بن خلف بن وهب الجمحي القرشي المكي، أبو وهب، (٠٠٠ - ٤١ هـ = ٠٠٠ - ٦٦١ م): صحابي، فصيح جواد، كان من أشراف قريش في الجاهلية والإسلام. قال أبو عبيدة: إن صفوان (قنطر في الجاهلية، وقنطر أبوه) أي صار له قنطار ذهبًا. أسلم بعد الفتح، وكان من المؤلفة قلوبهم.
وشهد اليرموك، ومات بمكة. له في كتب الحديث ١٣ حديثًا. ينظر: الأعلام (٣/ ٢٠٥).
(٢) رواه مالك (٢/ ٨٣٤، رقم: ١٥٢٤).
(٣) ليس للمدونة، وإنما لتهذيب البرادعي.
(٤) هذا الكلام لابن ناجي، قال عليش (٩/ ٣١٨): "البناني قوله وبان به ذكره في مختصر البرادعي، ومثله في الأمهات كما في أبي الحسن ونصه قوله وبان به في الأمهات.
قال ابن القاسم لم يحد لنا الإمام مالك رضي اللَّه تعالى عنه في هذا حدًا إلا أنه قال إن احتلها من ربطها وسار بها قطع فيظهر منه أنه لا يقطع إذا احتلها وقبضها حتى يبين بها خلاف ما في سماع محمد ابن خالد من ابن القاسم في المصلي يجعل ثوبه =

<<  <  ج: ص:  >  >>