وإن كان زواله بنوم ثقل إن لم يقصر، بل ولو قصر مع ثقله لقوة المظنة معه، وهو السّبب السّادس، وظاهره: ولو سد مخرجه، ونام طويلًا، خلافًا لما ذكره البساطي في مغنيه.
لا إن خف فيهما؛ لانتفاء مظنة الحدث، وقول البساطي فى نفى الفعل الماضي بلا شيء، انظر ذلك في الكبير.
وندب الوضوء إن طال مع خفته، وقيل: يجب.
وتلخص من كلامه: أن للنوم أربع حالات:
[١] طويل ثقيل.
[٢] طويل خفيف.
[٣] قصير خفيف.
[٤] قصير ثقيل.
فالأول ينقض، والثاني مقابله، والثالث يستحب، وفي الرابع قولان: فقوله: (ثقيل) يتناول الأول والرابع، وأشار لما في الرابع من الخلاف بقوله: ولو قصر وشمل قوله: (لا خف) الطويل والقصير، ونبه بقوله:(وندب إن طال) على الشمول المذكور، وعلى أن القصير الخفيف لا يندب.
[فائدة]
حكى المازري عن المفضل: السنة في الرأس، والنوم في القلب، يشير إلى إن أوائل النوم التي هي النعاس إنما تغمر الحس الذي بالرأس، فإذا ثقل النوم غمر الحس الذي في القلب، وهو أصل الإحساس عند بعضهم، وقد أشار عليه الصّلاة والسلام إلى هذه الجملة بقوله:"إن عيني ينامان، ولا ينام قلبي"(١).
(١) أخرجه مالك (١/ ١٢٠ رقم ٢٦٣)، والبخارى (١/ ٣٨٥، رقم ١٠٩٦)، ومسلم (١/ ٥٠٩، رقم ٧٣٨)، والنسائي في الكبرى (١/ ٤٤٦، رقم ١٤٢١).