قلت: ومما لا يجمع على فعائل: فعيل، وفعال، وقول الخرشي: (سواء قلنا مبدؤه العشرة. . إلخ) غريب، فما علمت أحدًا من أهل اللغة قعد لما قاله الخرشي، هذا على الأصل، والحديث هنا على الأصل؛ لأن لغة المختصر وظيفتها إخبارية لا إبداعية، وأما على سبيل المجاز فيجوز تنزيل جمع الكثرة منزلة جمع القلة، وجمع القلة منزلة جمع الكثرة، نحو قول شاعر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: لنا الجفنات الغر يلمعن في الضحى ... وأسيافنا يقطرن من نجدة دما وقد أخذ عليه قوله: (الجفنات) في مقام التفاخر؛ لأن جمع الإناث للقلة؛ واعتذر عنه بأن جمع القلة قد يطلق ويراد به الكثرة بقرينة المقام. وأما قوله تعالى: {ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ}، فإن تخريجه: أنّ (قرءًا) ليس له جمع قلة إلا في لغة قليلة، ومن ثم استعمل جمع الكثرة مكان جمع القلة. (٢) هو: الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي الأزدي اليحمدي، أبو عبد الرحمن، =