للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أعراض النجاسة، وخرج بالمباح المكروه والمحرم، كما يأتي.

[١٩] ومِن الطاهر: قيء، وهو: الخارج مِن الطعام بعد استقراره بالمعدة، إلا المتغير منه بنفسه عن حالة الطعام فنجس، إن شابه أحد أوصاف العذرة اتفاقًا، وكذا إن لم يشابه على المشهور (١).

[[حالات القيء: ]]

وتلخص مِن كلامه أن له ثلاث حالات: أن لا يتغير عن حالة الطعام فطاهر اتفاقًا، والثانية تغيره، ولها حالتان: مشابهته أحد أوصاف العذرة، وتغيره بحموضة، وقد علم حكمها.

[٢٠] ومِن الطاهر صفراء أو بلغم، ذكرهما عقب مسألة القيء لينبه على طهارة غير المتغير منه، وإن خالطاه، أو أحدهما؛ لقول سند: المعدة عندنا طاهرة؛ لعلة الحياة، وعلى خلاف الشافعي في نجاسة البلغم الخارج مِن المعدة؛ لنجاستها عنده.

[٢١] ومِن الطاهر: مرارة حيوان مباح، وكررها مع ما سبق في قوله: (وجزؤه)، وأفردها لاختلاف العلماء فيها.


(١) قال في منح الجليل (١/ ٤٨): " (و) الطاهر (قيء) أي: طعام خرج من فم آدمي بعد وصوله إلى معدته (إلا) القيء (المتغير عن) صفة (الطعام)، ولو لم يشبه العذرة في وصف من أوصافها، وهذا ظاهر قول المدونة: وما خرج من القيح بمنزلة الطعام فهو طاهر، وما تغير عن حال الطعام فنجس. اهـ.
فظاهرها: أن المتغير نجس كيف كان المتغير، وعليه حملها سند والباجي وابن بشير وابن شاس وابن الحاجب والمصنف، وحملها اللخمي وعياض على أنه لا ينجس حتى يشبه العذرة، ويقرب منه قول التونسي وابن رشد: إن شابه أحد أوصاف العذرة، أو قاربها.
فتحصل أنه إن شابهها تنجس اتفاقًا، وإن بقي على حاله الطعام فطاهر اتفاقًا، وإن تغير ولم يشبهها بأن استعد للهضم عند ابن فرحون، أو ظهرت فيه حموضة عند البساطي ففيه خلاف، مشهوره: النجاسة، وجعل الحطاب القلس بفتح اللام كالقيء وتبعه جمع من الشارحين، ورده الرماصي بأنه لا ينجس إلا بمشابهة العذرة اتفاقًا. قال ابن رشد في سماع أشهب: القلس ماء حامض طاهر اهـ".

<<  <  ج: ص:  >  >>