للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يريد أن ينام ويبول فيتعمد لبس الخف للمسح، وهذا على حملها على ظاهرها، وهو لابن رشد، وحملها غيره على المنع، ولم يعتمده المصنف، وإلا لقال: (تأويلان) على عادته.

وقال ابن عرفة: فيها: (لا يعجبني)، فقول أبي سعيد: (يكره) متعقب، أجيب بأن أبا سعيد حمل (لا يعجبني) على الكراهة.

[[غسل الخفين: ]]

وكره غسله، ويجزئه ذلك إن نوى كونه بدلًا عن مسحه، قاله في الذخيرة؛ لأن المسح أول مراتب الغسل، فيقع المأمور به وهو المسح تبعًا، والأصل أن يكون مقصودًا، وأما غسله لطين عليه مثلًا ليمسحه فنسي لم يجزئه، ويعيد صلاته.

[[تكرار المسح: ]]

وكره تكراره، أي: المسح، قال التجاني (١) في حواشيه: بماء جديد؛ لمخالفة السنة.

[[تتبع الغضون: ]]

وكره تتبع غضونه، أي: تجعيدات أعلاه؛ لمنافاته التخفيف، ولو


(١) هو: عبد اللَّه بن محمد بن أحمد بن محمد ابن أبي القاسم، أبو محمد التونسي، (٦٧٥ - ٧٢١ هـ = ١٢٧٦ - ١٣٢١ م): رحالة، أديب من أعيان الكتاب، ولد ونشأ بتونس، وعمل بديوان الإنشاء في البلاط الحفصي، وتولى الإشراف على رسائل كبير الدولة الأمير زكريا بن أحمد اللحياني (سنة ٧٠٦ هـ)، وصحبه في رحلة قام بها، وفارقه في مدينة طرابلس الغرب، وعاد إلى تونس في شهر صفر ٧٠٨ هـ.
وكانت غيبته عامين وثمانية أشهر وأيامًا، دون مشاهداته بها في كتابه "رحلة التجاني - ط" وبويع الأمير اللحياني بتونس (سنة ٧١١) فولي صاحب الترجمة ديوان رسائله، إلى أن غادر البلاد سنة (٧١٧) ووقعت أحداث توفي التجاني في خلالها.
له مصنفات، غير الرحلة، منها "الوفاء ببيان فوائد الشفاء - خ" نحو نصفه (في مكتبة جامع الزيتونة، بتونس، الرقم ١٣٢١) و"تحفة العروس ونزهة النفوس- ط" و"الدر النظيم" في الأدب والتراجم، و"نفحات النسرين، في مخاطبة ابن شبرين" و"أداء اللازم" في شرح مقصورة حازم القرطاجني، وغير ذلك. ينظر: الأعلام (٤/ ١٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>