ولما كان الشيء بالشيء يذكر، فقد كنت في تحقيق هذا الكتاب أعمد إلى النص المنقول في مصدره بغية التوثق من صحته، ومعرفة كيفية نقل التتائي له؛ أخذًا بنصيحة أخي الحبيب الشيخ فرج حسن البوسيفي؛ لما رأيت في ذلك من قوة في التحقيق، وزيادة في التوثيق، فعملت وفق ما يقتضي المنهج العلمي الحديث من ذكر محله، وتصحيح كلمة ربما حرفها النساخ، أو كانت مطموسة، أو لم يمكن قراءتها لا سيما أن أغلب النسخ التي وقفت عليها من شرحه الصغير كتبت بخط مغربي، أو مشرقي غير واضح، على الرغم مما في ذلك من مشقة لا تخفى، وحينما فرغت من ذلك، وقدمته لصاحب دار ابن حزم بمعرض طرابلس الغرب عام ٢٠١٠، يدًا ليد، من دون توقيع عقد؛ حياء مني تجاه صاحبي الأخ الأستاذ مدير دار الساقية الكائنة ببنغازي، فقد كان حاضرًا، وهو من زكاه ومدح أمانته لي، ومضى عامان من تسليم جواهر الدرر هذا دون أن يرد خلالهما على اتصالاتي الهاتفية ورسائلي البريدية السيد مدير دار ابن جزم، وصديقي مدير دار الساقية لظروف الحرب لم أتمكن من ملاقاته ولا مهاتفته، وعندما التقيت بمدير دار ابن حزم في معرض القاهرة عام ٢٠١٢، وسألته عن طبع الكتاب، كم كانت الصدمة كبيرة عندما قال لي: لم أستلم منك كتابًا، فعملت =