للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: ١١٠]، و: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: ١٤٣]، واللَّه أعلم.

[تنكيت]

فيه موافقة هذه الفاصلة للتي قبلها لفظًا ومعنى، وهو مجتنب في السجع، وأجيب: بمخالفة الثانية لما قبلها في المعنى، وإن اتفقا لفظًا، فيقال: معناها: الأديان، ويكون على حذف مضاف، تقديره أفضل الأديان، ويشهد له قول الجوهري: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ}، أي: خير أهل دين.

وبعد: ظرف مبني على الضم؛ لقطعه عن الإضافة لفظًا لا معنى (١)، يؤتى به عند الانتقال مِن غرض إلى آخر، ولا يجوز الإتيان به أول الكلام. وهي فصل الخطاب الّذي أوتيه داوود (٢) عليه أفضل الصّلاة والسلام، وهل


= سادسها: القامة، يقال: فلان حسن الأمة، أي: حسن القامة.
وسابعها: الرجل المنفرد بدين لا يتركه فيه أحد؛ لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يبعث زيد بن عمر بن نفيل أمة وحده".
ثامنها: أمِّ، يقال: هذه أمة زيد، أي: أم زيد.
(١) المبني على الضم أربعة أنواع:
النوع الأول، وهو الذي يعنينا: الظروف المبهمة، أي: التي لا يتضح معناها إلا بذكر المضاف إليه، وذلك كـ: (قبل)، و (بعد)، و (أول)، وأسماء الجهات، وهي: (يمين)، و (شمال)، و (أمام)، و (وراء)، و (فوق)، و (تحت)؛ فإنها تبنى إذا قطعت عن الإضافة لفظًا لا معنى، بأن ينوي معنى المضاف إليه دون لفظه، وهي تعرب إذًا:
١ - صرح بالمضاف إليه، كـ: (جئتك بعد المغرب، وقبل العشاء).
٢ - أو حذف المضاف إليه، ونوي ثبوت لفظه، فيبقى الإعراب، لكن يُترك التنوين لوجود المعارض له وهو الإضافة.
٣ - أو حذف المضاف إليه، ولم يُنو شيء، فإنه يبقى الإعراب، وينوّن، إذ لا معارض له لا لفظًا ولا تقديرًا.
وإنما بنيت هذه الكلمات في هذه الحالة على حركة ليُعلم أن لها أصلًا في الإعراب، وكانت ضمة؛ لأنها أقوى الحركات، فجبرت هذه الكلمات بالبناء عليها، لما لحقها من الوهن بحذف المضاف إليه، واللَّه أعلم. ينظر: شرح شذور الذهب ص ٢٥٨ - ٢٥٩.
(٢) هو داود بن إيشا بن عويد بن عابر بن سلمون بن نحشون بن عوينادب بن أرم بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عبد اللَّه ونبيه =

<<  <  ج: ص:  >  >>