لكن لما كان الحديد لا يخرج منه سيوف كأنه من غير جنس السيوف، وكان القياس سلمها فيه وهو فيها، لكن منعوه حماية؛ لئلا يتذرع بما تباين لما تقارب.
ويمنع سلم شعر كتان غليظ في رقيقه، إن لم يغزلا؛ لأنه يؤدي لابتداء دين بدين؛ لأن كلًا منهما لا يقبض ما له، إلا بعد تهيئته.
ومفهوم الشرط: جوازه إن غزلًا.
قال في التهذيب: لو أجزت السيوف في الحديد، لأجزت حديد السيوف في الحديد، الذي لا تخرج منه السيوف، ولأجزت الكتان الغليظ في الرقيق.
ابن ناجي: لأن غليظ الكتان قد يعالج فيجعل منه ما يجعل من رقيقه، ويعني به الشعر لا الغزل.
[تنبيه]
هذا تقرير ها المحل، لا ما قرره به الشارح، وتبعه صاحب التكملة وبعض مشايخي من أن معناه يمتنع سلم الغليظ من غزل الكتان فيما رق منه إذا وقع العقد قبل غزلهما؛ لأن كلًا من المتبايعين لا يدفع لصاحبه ذلك إلا بعد أن يهيئه، وهو يؤدي لابتداء الدين بالدين.
ولا يجوز السلم في ثوب نسج بعضه ليكمل للمسلم، وتقدم الفرق بينه وبين تور ليكمل، فإنه جائز.
ولما ذكر ما يختلف به الجنس من منفعة وخلقة وصنعة متعلقة بالآدمي شرع في الصفة المتعلقة بالجماد، وهو ثلاثة:
[١] مصنوع في غيره.
[٢] وعكسه.
[٣] ومصنوع في مثله.
وأشار للأول بقوله: ويمنع السلم في مصنوع قدم في أصله غير