للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وظاهره: ولو مع وجود غيره، وعن مالك كراهته حينئذ (١).

[تنبيه]

حكى ابن فرحون عن الطرطوشي (٢) سلبه للطهورية إن طبخ فيه؛ لأنه


(١) قال الرماصي: تت: (ظاهره: ولو مع وجود غيره). . إلخ خاتمة كلامه التعقيب على المصنف بما روي عن مالك، وليس كذلك؛ لأن هذه الرواية شاذة، كما يظهر من توضيحه، وصرح ح بأنها خلاف المعروف من المذهب، فلو قال: ظاهره: ولو مع وجود غيره، وهو كذلك، وعن مالك كراهته لسلم. . .
قلت: نص ما قال الحطاب (١/ ٧٨): "كالطحلب بضم الطاء والسلام وبفتح اللام أيضًا، وهو الخضرة التي تعلو الماء، والخز: بالخاء المعجمة والزاي، وهو: ما ينبت في جوانب الجدر الملاصقة للماء.
قال اللخمي: والضريع. ولم أقف على معناه.
قال الشيخ زروق: والزغلان.
قال: وهو حيوان صغير يتولد في الماء، فإن ذلك التغير لا يسلبه الطهورية؛ لأن ذلك مما يتعذر الاحتراز منه، وهذا هو المعروف في المذهب.
وحكى صاحب الطراز -رحمه اللَّه تعالى- عن مالك في المجموعة قولًا بكراهة المتغير بالطحلب مع وجود غيره، ونقله عنه المصنف في التوضيح، والشارح في الوسط والكبير، ومن ذلك ما تغير لطول مكثه سواء كان تغيره في لونه أو طعمه أو ريحه أو في الجميع.
قال الشيخ زروق: ومن ذلك ما يكون من طول مكثه كاصفراره وغلظ قوامه ودهنية تعلوه من ذاته. والمكث: مثلث الميم طول الإقامة".
(٢) هو: محمد بن الوليد بن محمد بن خلف القرشي الفهري الأندلسي، أبو بكر الطرطوشي، (٤٥١ - ٥٢٠ هـ = ١٠٥٩ - ١١٢٦ م)، الإِمام العلامة، القدوة الزاهد، شيخ المالكية، وكان يعرف في وقته بابن أبي رندقه.
قال ابن بشكوال: كان إمامًا عالمًا، زاهدًا ورعًا، دينًا متواضعًا، متقشفًا متقللًا من الدنيا، راضيًا باليسير، أخبرنا عنه القاضي أبو بكر ابن العربي، ووصفه بالعلم، والفضل، والزهد، والإقبال على ما يعنيه، قال لي: إذا عرض لك أمر دنيا وأمر آخرة، فبادر بأمر الآخرة، يحصل لك أمر الدنيا والأخرى.
وطرطوشة: هي آخر حد المسلمين من شمالي الأندلس. من كتبه (سراج الملوك - ط) و (التعليقة) في الخلافيات، خمسة أجزاء، وكتاب كبير عارض به إحياء علوم الدين للغزالي، و (الحوادث والبدع - ط). ينظر: الصلة (٢/ ٥٧٥ - ٥٧٦)، وبغية الملتمس ص ١٣٥ - ١٣٩، (٣/ ١٦٢)، والأعلام (٧/ ١٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>