للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن كان تغيره بمجاورته بدهن لاصق سطح الماء، ولم يمازجه، فهو بأن على إطلاقه، وسيأتي حكم الممازج.

أو تغير ريحه لا لونه وطعمه برائحة قطران وعاء مسافر من غير جسم مخالط للماء، فإنه مطلق، لا ما خالط جسمه الماء (١)، كالقراب الجديدة، وخص الرائحة وعمم في الوعاء وفي المسافر لقول سند (٢): أما رائحة القطران تبقى في الوعاء، وليس له جسم مخالط للماء، فلا بأس به.

ولم يعتبر ما قاله سند عقب ما تقدم، ولا يستغنى عنه عند العرب وأهل البوادي؛ فإن ظاهره اغتفار ذلك لهم أيضًا، ولم يعتبر أيضًا ما نقله ابن رشد عن بعض المتأخرين من تخصيص الجواز بالقرب للمسافر بها للحج، وكأنه رأى أن المسافر أشد ضررًا من العرب وأهل البوادي.

أو تغير بمتولد منه، كـ: الطحلب، بضم الطاء، وسكون الحاء، وبضم اللام، وفتحها: خضرة تعلو الماء؛ لطول مكثه، فباق على إطلاقه،


= من النار إلى ما يماسها، كما يشهد به الحس.
فالجواب: إن الحاصل في المحل الثاني، وهو: المجاور أو المماس شخص آخر من الرائحة [المماسة] (رقم -) أو الحرارة مماثل للأول الحاصل في التفاح أو النار يحدثه الفاعل المختار عنده عقب المجاورة أو المماسة، أو يفيض ذلك الشخص الآخر على المحل الثاني من العقل انفعالات عند الحكماء بطريق الوجوب لاستعداد يحصل له من المجاورة أو المماسة". انتهى.
(١) قال الرماصي: تت: (لا ما خالط جسمه الماء) ظاهره: أن هذه الصورة مقطوع فيها بسلب الطهورية، وأن كلام المؤلف يحمل على الأولى فقط، وليس كذلك. ينظر بقية كلامه.
(٢) هو: أبو علي سند بن عنان بن إبراهيم بن حريز بن الحسين بن خلف الأزدي الاسكندري، (٠٠٠ - ٥٤١ هـ = ٠٠٠ - ١١٤٦ م)، كان من زهاد العلماء وصلحائهم، سمع من شيخه أبي بكر الطرطوشي، وجلس لإلقاء الدرس بعد الشيخ أبي بكر الطرطوشي، وانتفع الناس به، وألف كتابًا حسنًا في الفقه سماه: الطراز، شرح به المدونة، في نحو ثلاثين سفرًا وتوفي قبل إكماله. وله تآليف في الجدل وغير ذلك.
توفي رحمه اللَّه بالإسكندرية سنة إحدى وأربعين وخمسمائة ودفن بجبانة باب الأخضر. ينظر: معجم المؤلفين (٤/ ٢٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>