للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فائدة]

والعقل: قوة مهيأة لقبول العلم. وقيل: قوة بها يكون التمييز بين الحسن والقبيح.

القاموس: الحق أنه نور روحاني، به تدرس النفس العلوم الضرورية والنظرية، وابتدأ وجوده عند اجتنان (١) الولد، ثم لا يزال ينمو إلى أن يكمل عند البلوغ. . انتهى.

وقال بعضهم: اختلف الناس في العقل من جهات شتى: هل له حقيقة تدرك أو لا؟ قولان، وهل العقول متفاوتة أو متساوية؟ قولان، وهل هو اسم جنس، أو جنس، أو نوع؟ أقوال ثلاثة، فهذه أحد عشر قولًا، ثم القائلون بالجوهرية والعرضية اختلفوا في رسمه على أقوال شتى، أعدلها قولان، فما قاله أصحاب العرض: هو ملكة في النفس، بها تستعد للعلوم، والإدراكات.

وما قاله أصحاب الجوهر: جوهر لطيف، تدرك به الغائبات بالوسائط، والمحسوسات بالمشاهدات، خلقه اللَّه -تعالى- في الدماغ، وجعل نوره في القلب.


(١) قال العدوي في حاشيته على الخرشي: (١/ ٥٥): "قال محشي تت: اجتنان بالجيم والنون بعد التاء، أي: حين يكون جنينًا وما ذكره صاحب القاموس من أن كماله عند البلوغ خلاف ما عليه الجمهور من أن كماله عند الأربعين؛ ولذلك بعثت الأنبياء في ذلك الوقت. اهـ".
قلت: كلام الرماصي يعود إلى كلام الزبيدي في تاج العروس؛ إذ قال: "قالوا: وابتداء وجوده عند اجتنان الولد، ثم لا يزال ينمو ويزيد إلى أن يكمل عند البلوغ. وقيل: إلى أن يبلغ أربعين سنة فحينئذ يستكمل عقله، كما صرح به غير واحد، وفي الحديث: "ما من نبي إلا نبئ بعد الأربعين" وهو يشير إلى ذلك، وقول ابن الجوزي: إنه موضوع لأن عيسى نبئ ورفع وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، كما في الحديث، فاشتراطه الأربعين ليس بشرط مردود لكونه مستندًا إلى زعم النصارى، والصحيح أنه رفع وهو ابن مائة وعشرين، وما ورد فيه غير ذلك فلا يصح، وأيضًا كل نبي عاش نصف عمر الذي قبله، وأن عيسى عاش مائة وعشرين ونبينا عاش نصفها، كذا في تذكرة المجدولي".

<<  <  ج: ص:  >  >>