وأيضًا: هل محله القلب أو الرأس؟ قولان، فهذه ثلاثة عشر قولًا، والإشارة إما لمعهود ذهني، أو بعد إبرازه للحس، على ما سبق.
الجوهري: قصرت عن الشيء قصـ[ـو] رًا عجزت عنه، ولم أبلغه، والتقصير [في الأمر]: التواني. . انتهى.
ويحتمل أنه حقق تقصيره للعلم؛ فإن أحدًا لا يسلم منه، وقد قال إمام دار الهجرة: كل كلام يؤخذ منه ويرد، إلا كلام صاحب هذا القبر. يعني: سيدنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وأسأل بلسان التضرع، أي: الابتهال والإخلاص والخشوع، أي: الخضوع، وخطاب التذلل: عطف على (لسان)، تذلل له، أي: خضع، والخضوع: التضامن والتواضع، وغاير بين لسان وخطاب تفننًا.
ثم بين المسؤول فيه بقوله: أن ينظر بالبناء للمفعول، أي: بتأمل هذا المختصر بعين الرضى: بالقصر، خلاف السخط، وعين أوجه الصواب، وهو: الأمر الثابت، الذي لا يسوغ إنكاره:
وعين الرضى عن كل عيب كليلة ... إلا إن عين السخط تبدي المساوئا
والصواب: ضد الخطأ أيضًا، وإذا نظروا بالوصف المذكور، فما كان فيه من نقص كملوه، تتميمًا له بشرح أو حاشية، وما كان فيه من خطأ، أي: أردت الإتيان بغيره من الصواب، فوقعت فيه أصلحوه بالاعتذار عنه، هذا مراده، لا أن يكمل ما ظهر للناظر نقصه بالكتابة في أصل المصنف، ولا أن يمحى ما ظهر خطؤه، ويثبت غيره، فإن هذا -واللَّه أعلم- غير جائز؛ لوجوه:
- منها: عدم الوثوق في كل موضع بأنه كلام المؤلف.
- ومنها: احتمال كون المكمل أو الماحي هو المخطىء، وينسب ذلك للمؤلف.
- ومنها: تجاسر غير ذوي الألباب على ذلك.
والخطأ: مقصور مهموز، وقد يمد، ثم بين سبب اعتذاره بقوله: