للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعبده: إيصال مراده إليه بلطف، وعند المتكلمين: ما يقع به صلاح المكلف عنده بالطاعة والإيمان دون فساده بالكفر والعصيان، ونسأله الإعانة مِن العون، وهو: الظهور على الأمر في جميع الأحوال الدنيوية، ومنها: القصد لتأليف هذا المختصر المنتفع به فيها، والأخروية، وتأليفه منها أيضًا:

إذا لم يكن عونًا (١) مِن اللَّه للفتى ... فأول ما يجني عليه اجتهاده

[تنبيه]

أتى بالنون الدالة عليه وعلى من معه، ممن سأله في تصنيفه؛ لأن الدعاء بلسان الغير أبلغ في النجاح، ويحتمل أنها للعظمة؛ لأن مقام التصنيف منها.

ونسأله اللطف والإعانة في حمال حلول الإنسان هو البشر مِن بني آدم: ذكرًا كان أو أنثى، صغيرًا كان أو كبيرًا، والحال ما يكون الإنسان عليه، والوقت الّذي هو فيه، يؤنث وقد يذكر، في رمسه، أي: قبره، مِن حل يحل بالضم: نزل، وهو مِن عطف الخاص على العام، اهتمامًا بهذه الحال، والصّلاة وهي مِن اللَّه -تعالى- الرحمة، ومِن الملائكة: الاستغفار، ومنا: الدعاء، والسلام، أي: السلامة.

[تنبيه]

عقب الصّلاة عليه -صلى اللَّه عليه وسلم- للثناء على اللَّه -تعالى- لأنه -صلى اللَّه عليه وسلم- هو الواسطة بين اللَّه -تعالى- وبين عباده في النعم الواصلة مِن اللَّه إليهم، وأعظمها: الهداية لتوحيده، والإقرار بربوبيته (٢)، والتصديق بملائكته وكتبه ورسله على يده -صلى اللَّه عليه وسلم-.


(١) كذا في "ك"، وهو لحن؛ لأن قوله: (عون) فاعل لكان التامة، التي بمعنى وجد، ولا يسوغ فيها غير ذلك، ولو كانت ناقصة لم يجز أيضًا سوى الرفع، بتقدير خبر محذوف، وقد نسب في الكشكول هذا البيت للمتنبي، ولم أجده في ديوانه.
(٢) هذا الإقرار يشارك فيه المشركون، فلا يتميز به المسلم عن الكافر؛ ذلك لأن توحيد الربوبية معناه: الإقرار بأن اللَّه خالق كل شيء، وهذا التوحيد قد كان يقر به المشركون =

<<  <  ج: ص:  >  >>