للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صنف واحد جعلوا صفًا واحدًا.

ولما لم يقف البساطي على كلام ابن رشد وسند اعترض قول المصنف أيضًا بأنه يقتضي أن الصنف الواحد تقدمت له صفة أخرى، ولم يتقدم له فيه شيء.

ويحتمل أن يقرر كلام المصنف بما قاله الشارحان، ولا يرد عليه اعتراض البساطي، بأن يقال: في الصنف الواحد ما تقدم، وفيه أيضًا الصف، بأن يوضع الفاضل بين يدي الإمام، ثم الذي يليه في الفضل بعده، وهكذا، وبعضهم كذلك من المشرق إلى المغرب.

[١٤] وجاز زيارة القبور؛ لما فيها من التذكر والاعتبار؛ لخبر: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها؛ فإن في زيارتها تذكرة" (١)، بلا حد في المقدار بيوم فأكثر في الأسبوع أو غيره، أو في قدر ما يمكث عندها، أو في وقت معين كيوم الجمع مثلًا، أو فيما يدعى فيه أو في الجميع.

وظاهره: كان الزائر رجلًا أو امرأة.

[[المكروهات: ]]

ولما أنهى الكلام على الجائزات، شرع في المكروهات، فقال: وكره:

[١] حلق شعره كرأسه وعانته مما يجوز له حلقه، وأما لحيته فلا يجوز له حلقها.

[٢] وكره قلم ظفره، وهو -أي: المذكور- بدعة.

سحنون: ولا يفعله هو قبل موته لذلك. أي: للبدعة، وأما لقصد


(١) أخرجه أحمد (٥/ ٣٥٥، رقم ٢٣٠٥٣)، وابن حبان (١٢/ ٢١٢، رقم ٥٣٩٠)، ومسلم (٢/ ٦٧٢، رقم ٩٧٧)، والترمذي (٣/ ٣٧٠، رقم ١٠٥٤)، وقال: حسن صحيح. والنسائي (٧/ ٢٣٤، رقم ٤٤٢٩)، وابن ماجه (٢/ ١١٢٨، رقم ٣٤٠٦)، والحاكم (١/ ٥٣١، رقم ١٣٨٧)، والبيهقي (٤/ ٧٧، رقم ٦٩٨٩)، وابن حبان (١٢/ ٢٢٩، رقم ٥٤٠٩)، وألفاظهم متفاوتة.

<<  <  ج: ص:  >  >>