عن الطريق في بلدهم فيسهم له قال الشارح وإن بريح فجعله محذوفًا من الثاني لدلالة الأول عليه وهذا التفصيل الذي ذكره المصنف هو المشهور وعند ابن شاس وابن الحاجب وابن بشير وفيه كلام انظره في الكبير.
وبخلاف مريض شهد القتال من ابتدائه ولم يزل كذلك حتى انهزم العدو كفرس رهيص، أي: به مرض بحافره من حجر وطئه كالوقرة يسهم له فهو بصفة الأصحاء فهو معطوف على ضال وجوز البساطي عطفه على حر، أي: قسم لمريض وعلى تاجر وعلى الصبي قال وهو ظاهر معنى ضعيف نحرًا وبخلاف مرض حصل المجاهد بعد أن أشرف على القيمة فيسهم له اتفاقًا وإلا بأن خرج من بلد الإِسلام مريضًا واستمر كذلك حتى انقضى القتال أو خرج صحيحًا ثم مرض قبل دخول مرض الحرب أو خرج صحيحًا ومرض بعد دخوله أو خرج صحيحًا وشهد القتال كذلك ثم مرض قبل الإشراف على الغنيمة فقولان في الإسهام وعدمه في كل من هذه الصور الأربع ونص على الخلاف في كل منها ابن بشير ويسهم للفرس مثلا سهم فارسه فله ولفارسه ثلاثة أسهم للخير والعمل وعللوه بكلفة نفسه والفرس وخادمه فله ثلاثة أسهم ولا فرق بين كونه ذكرًا أو أنثى فحلًا أو حصينًا وظاهره ولو كان الفرس لأمير الجيش وهو كذلك وقال أشهب وإن كان الفرس بسفينة لقى العد وأهلها فقاتلوهم فللفرس سهمًا ونحوه في المدونة، أو كان الفرس برذونًا بالمعجمة ابن حبيب عظيمًا الباجي يريد الجافي الخلقة غليظ الأعضاء والعراب أضمر وأرق أعضاء، وقيل: هو الذي أبوه وأمه نبطيان وهجينًا ابن عربي وأمه نبطية وعكسه معرب وإن كان صغيرًا يقدر بها، أي: بكل واحد من الثلاثة على الكر والفر وهما معروفان فيسهم لها حينئذ وظاهره ولو لم يجزها الوالي ونحوه لابن حبيب، وشرط في المدونة إجازة الوالي لها ولم يذكره المؤلف.
تنبيه: هل قول ابن حبيب خلاف لها وهو رأي الباجي والمازري أو وفاق لها حملًا لمطلق ما في الواضحة على مقيد المدونة، وهو رأي التلمساني ويسهم لفرس مريض رُجى لبرئه قاله سحنون.