وعلى هذا فمن روى عنه قبل هذه السنة فروايته عنه صحيحة، ولا شك أن مالكًا قد روى عنه قبل ذلك؛ إذ إن مالكًا قد توفي سنة تسع وسبعين ومائة، وكان قد فرغ من الموطأ فيما ترجح عندي سنة خمسين ومائة؛ ولذلك قال الحافظ في التقريب (١/ ٥٣٨): "عبد اللَّه بن لهيعة بفتح اللام وكسر بن عقبة الحضرمي أبو عبد الرحمن المصري القاضي صدوق من السابعة خلط بعد احتراق كتبه ورواية بن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما وله في مسلم بعض شيء مقرون مات سنة أربع وسبعين وقد ناف على الثمانين". وعلى هذا فقول مالك: حدثني الثقة، أو أخبرني الثقة، لا يضر في صحة الحديث، على أي قول أخذنا، واللَّه تعالى أعلم. (١) لفظ الحديث: "لعن اللَّه من فرق بين الوالدة وولدها، وبين الأخ وأخيه"، رواه من حديث أبي موسى: ابن ماجه (٢/ ٧٥٦، رقم ٢٢٥٠)، قال البوصيري (٣/ ٣٢): هذا إسناد ضعيف لضعف طليق بن عمران، وإبراهيم بن إسماعيل، وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.