الأول: هل العلة الستر من الملائكة المصلين السابحين في الأرض وصالحي الجن، وبه علل في المدوّنة، أو تعظيمًا لجهة القبلة، ورجحه المازري.
الثاني: قال في الذخيرة: كشف إباحة استقبال المشرق والمغرب بالبول مخصوص ببلاد الشام واليمن وكل ما هو شمال البيت أو جنوبه.
وفي جوازه في الفضاء بستر بناءً على أن الحرمة لنظر المصلي، وهو مفقود مع الساتر، ومنْعه بناءً على أن الحرمة للقبلة، وهي موجودة مع الساتر: قولان تحتملهما المدوّنة، والمختار منهما عند اللخمي: الترك؛ فلا يستقبل في الفضاء مع الساتر لا القمرين: الشمس والقمر، فلا يحرم استقبالهما ولا استدبارهما، وسماهما قمرين تغليبًا.
[فائدة]
قال في الذخيرة: يقع التغليب في لسان العرب: [١] إما لخفة اللفظ كالقمرين، أو لفضل المعنى وخفته، كقوله:
لنا قمراها والنجوم الطوالع
فُضِّل لفظ القمر على الشمس لخفته وفضله بالتذكير.
[٢] وإما لكراهة اللفظ لأشعاره بمكروه، كقول عائشة:"وما لنا عيش إلا الأسودان: التمر والماء"(١)، والتمر أسود والماء أبيض، وكلاهما مذكر
(١) هذا اللفظ ليس من مسند أمنا عائشة، وإنما من مسند أبي هريرة وغيره، وإنما لفظ مسند عائشة كما عند أحمد (٤١/ ٢٨٥، رقم ٢٤٧٦٨): "كَانَ شَعْرُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَوْقَ الْوَفْرَةِ وَدُونَ الْجُمَّةِ، وَايْمُ اللَّهِ -يَا ابْنَ أُخْتِي- إِنْ كَانَ لَيَمُرُّ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ -صلى اللَّه عليه وسلم- الشَّهْرُ مَا يُوقَدُ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنْ نَارِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ اللُّحَيْمُ، وَمَا هُوَ إِلَّا الْأَسْوَدَانِ: الْمَاءُ وَالتَّمْرُ، إِلَّا أَن حَوْلَنَا أَهْلَ دُورِ مِن الْأَنْصَارِ جَزَاهُمْ اللَّهُ خَيْرًا فِي الْحَدِيثِ وَالْقَدِيم، فَكُلُّ يَوْمٍ يَبْعَثُونَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بغَزِيرَةِ شَاتِهِمْ، يَعْنِي فَيَنَالُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنْ ذَلِكَ اللَّبَنِ، وَلَقَدْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَمَا فِي رَفِّي مِنْ طَعَامِ يَأْكُلُهُ ذُو=