قلت: قد سلم منه؛ قال ابن القطان في "علله": محمد هذا قدم بغداد وحدث بها، وكان صدوقًا، لكن الراوي عنه لا يعرف حاله وهو محمد بن هشام بن علي المروزي. قلت: لكن ظاهر كلام الحاكم يدل على أنه (يعرف حاله) إذ لم يتوقف إلا عن الجارودي فقط. وقال الذهبي في "الميزان": هذا الحديث رواه الدارقطني عن [عمر] بن الحسن الأشناني القاضي صاحب ذاك المجلس، وضعفه الدارقطني، والحسن بن أحمد الخلال، ويروى عن الدارقطني أنه كذاب، ولم يصح هذا، ولكن هذا الأشناني صاحب بلايا، (من) ذلك هذا الحديث. ثم ساقه. (و) قال: ابن حبيب صدوق، فآفته هو. قال: فلقد أثم الدارقطني بسكوته عنه، فإنه بهذا الإسناد باطل، ما رواه ابن عيينة قط بل المعروف حديث جابر. وفي "الأذكياء" لابن الجوزي: عن سفيان بن عيينة أنه سئل عن حديث: "ماء زمزم لما شرب له" فقال: حديث صحيح. وصح في زمزم: "إنها مباركة، إنها طعام طعم" أخرجه مسلم في "صحيحه"، زاد أبو داود الطيالسي في مسنده: "وشفاء سقم"". (١) بل حديث زمزم أثبت، فحديث الباذنجان قد ذكره أصحاب الموضوعات فيها، قال السيوطي في حاشيته على سنن ابن ماجه: "قال السيوطي في حاشية الكتاب هذا الحديث مشهور على الألسنة كثير أو اختلف الحفاظ فيه فمنهم من صححه ومنهم من حسنه ومنهم من ضعفه والمعتمد الأول وجار من قال: إن حديث الباذنجان لما أكل له أصح منه؛ فإن حديث الباذنجان موضوع كذب في الزوائد هذا إسناده ضعيف لضعف عبد اللَّه بن المؤمل، وقد أخرجه الحاكم في المستدرك من طريق ابن عباس وقال: هذا حديث صحيح الإسناد. قلت: وقد ذكر العلماء إنهم جربوه فوجدوه كذلك واللَّه أعلم".