للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مرة واحدة، وظاهره: أنها تقال حضرًا وسفرًا، وهو كذلك، حكاه ابن يونس عن مالك، وليس في كلامه ما يشعر باختصاصها بالصبح، وكأنه اتكل على شهرة ذلك، خلافًا للنخعي (١) في قوله في أذان سائر الصلوات.

وظاهر كلامه: اختصاص التثويب بهذا اللفظ، ورأيت في شرح الكنز للقصراوي: وتثويب أهل كل بلد على ما يتعارف أهلها: إما بالتنحنح، أو بقول المؤذن: الصلاة خير من النوم؛ فإن المقصود الزيادة في الإعلام، وهي يتحصل بما يتعارفونه.

[[محل الترجيع وصفته: ]]

مرجع الشهادتين: مثناة؛ لعمل أهل المدينة، خلافًا لأبي حنيفة، قال مالك: العمل أثبت من الأحاديث (٢).


(١) هو: إبراهيم بن مالك الأشتر بن الحارث النخعي: قائد شجاع، من أصحاب مصعب بن الزبير، (٠٠٠ - ٧١ هـ = ٠٠٠ - ٦٩٠ م): شهد معه الوقائع، وولي له الولايات، وقاد جيوشه في مواطن الشدة، كان مصعب يعتمد عليه، ويثق به، وآخر ما وجهه فيه حرب عبد الملك بن مروان بمسكن، فقتل ابن الأشتر، ودفن بقرب سامراء. النخعي نسبة إلى النخع بفتحتين: قبيلة باليمن من مذحج، أخباره في كتب التاريخ وافره. ينظر: الأعلام (١/ ٥٨).
(٢) قال القاضي عياض في ترتيب المدارك: "باب فضل علم أهل المدينة، وترجيحه على علم غيرهم، واقتداء السلف بهم:
قال زيد بن ثابت: إذا رأيت أهل المدينة على شيء فاعلم أنه السنة، قال ابن عمر: لو أن الناس إذا وقعت فتنه ردوا الأمر فيه إلى أهل المدينة فإذا اجتمعوا على شيء -يعني: فعلوه- صلح الأمر، ولكنه إذا نعق ناعق تبعه الناس.
قال مالك: كان ابن مسعود يسأل بالعراق عن شيء، فيقول فيه، ثم يقدم المدينة فيجد الأمر على غير ما قال، فإذا رجع لم يحط راحلته ولم يدخل إلى بيته حتى يرجع إلى ذلك الرجل فيخبره بذلك.
قال: وكان عمر بن عبد العزيز يكتب إلى الأمصار يعلمهم السنن والفقه، ويكتب إلى المدينة يسألهم عما مضى ويعلمون بما عندهم، وكتب إلى أبي بكر بن حزم أن يجمع له السنن ويكتب بها إليه، فتوفي وقد كتب له ابن حزم كتبًا قبل أن يبعث بها إليه.
قال مالك: واللَّه ما استوحش سعيد بن المسيب ولا غيره من أهل المدينة لقول قائل من الناس، لولا أن عمر بن عبد العزيز أخذ هذا العلم بالمدينة لشككه كثير من الناس. =

<<  <  ج: ص:  >  >>