للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وغلظت بمنبره عليه الصلاة والسلام فقط، وهل الباء بمعنى (عند) كما هو ظاهر المدونة، أو بمعنى (على) (١)، وهو قول ابن المواز.

[تنبيه]

قال البساطي: منبره عليه الصلاة والسلام كان موجودًا معروفًا في زمن مالك، وأما في هذه الأيام فينظر: هل هذا الحكم في المنبر الذي هو بمسجد المدينة، أو موضع منبره عليه الصلاة والسلام. انتهى.

وظاهر كلام المؤلف: أنها لا تغلظ بالزمان في المال، وهو كذلك، وأما في الدماء واللعان فتغلظ بالمكان والزمان.

[[مسألة: ]]

وخرجت المخدرة -أي: الملازمة للخدر، وهو: الستر، ولا تطلق غالبًا إلا على الأبكار- فيما ادعت به من حق؛ لتحلف عليه إن كانت طالبة لكمال النصاب، أو ليمين ردت عليها مغلظة بالجامع في ربع دينار كالرجل، وهو المشهور.

أو ادعي عليها لتحلف لرد الدعوى، إلا التي لا تخرج نهارًا، وإن


(١) قال في المنح (٧/ ٤٥٦): "طفى: والعجب من المصنف كيف ذكر الفرض المتعقب مقتصرًا عليه وترك الفرض السالم من التعقب الذي هو فرض (المدونة) مع ذكر ذلك في توضيحه.
وأعجب منه تقرير تت له على ظاهره، وتعليله باجتماع الجعل والبيع وقد تكلف من جعل الباء بمعنى على".
قال المرادي في مجيء الباء بمعنى على: "العاشر: الإستعلاء: وعبَّر بعضهم عنه بموافقة على، وذكروا لذلك أمثلة، منها قوله تعالى: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ} أي: على قنطار، كما قال: {هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ}.
ومنها {وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ} أي: عليهم، كما قال: {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ}.
ومنه قول الشاعر:
أرب يبول الثعلبان برأسه ... لقد هان من بالت عليه الثعالب"
فلا أدري أين التكلف الذي عناه طفى، لا سيما أنه صادر من ابن المواز.

<<  <  ج: ص:  >  >>