يدل على الذات، واختلف في جوازه بما دل على الصّفات، والمعروف جوازه، والباء في (بذكر) تحتمل السببية والمصاحبة والمعية وخصّ الشارع اليمين بما دل على الذات والصفات ليكون التعظيم ذاتًا وصفاتٍ (١) له تعالى.
قال الشارح: والمراد ضبط اليمين التي تتعلق بها الكفارة، لا مجرد اليمين. وأخرج بما ذكر الحلف بالنبي والكعبة ونحوهما مما يأتي. ولما ذكر أنه لا بد في اليمين من ذكر اللَّه وصفاته مجملًا مثله مفصلًا بقوله: كباللَّه بالموحدة، وتاللَّه بالمثناة الفوقية، وواللَّه، وهو صريح لا يحتمل غيره، ولا يدين فيه.
[فرع]
قال ابن عرفة: في لزوم اليمين باللَّه مرادة بلفظ مباين لفظها كالطلاق بذلك نظر، وأخذه ابن رشد من نقله عنها من قال: لا مرحبًا، يريد الإيلاء مول. وقيل: معناه: واللَّه لا مرحبًا؛ إذ لا يعبر عن اسم اللَّه بغير اسمه، والأظهر كاليمين بالنية. وقال قبله عن التونسي: إن نوى حرف القسم ونصب فحذفه، كـ (اللَّه، لأفعلن) فيمين، وإن كان خبرًا فلا، إلا أن ينوي اليمين. انتهى.
وها اللَّه بإبدال الواو هاء، ابن عبد الحكم: هي كباللَّه، وأيم اللَّه عند ابن حبيب، وصوبه ابن رشد فيه. وفي كل لغاته، ولغاته أصله أيمن اللَّه، حذف آخره، وقد يحذف صدره، وهو الهمزة والياء، فيصير (مُن اللَّه)، وقد يحذفان فيصير (م اللَّه) وتكسر ميمه وتضم، وتوصل همزته وتقطع، وتردد مالك في كونه يمينًا، قال في المدونة: أخاف أن يكون يمينًا. وحق اللَّه، قال في العتبية: يمين. والعزيز قاله في المدونة، قال سيبويه: يكون لام التعريف للكمال، القرافي: هي من أسماء اللَّه تعالى كذلك، لا للعهد، ولا للعموم. وعظمته وجلاله وهما راجعان للقدرة، وهي من صفات المعاني. وإرادته منها أيضًا، وكفالته وهما التزامه، ويرجع لخبره، وخبره كلامه، وهو من صفات المعاني، والقرآن والمصحف على المشهور فيهما،
(١) كذا في سائر النسخ والصحيح: صفات؛ لأنه جمع مؤنث سالم.