ولا صبي ونحوهما، ووجه تعيين كون فاعل صح أنه المحدث عنه بالأصالة، وأيضًا بلا حجر إنما هو قيد في الصحة لا في الندب، وكذا قوله:(وإن مستعيرا)؛ إذ لم يقل أحد أنه يندب للمستعير أن يعير، بل الخلاف في الصحة.
[[من لا تصح منه الإعارة: ]]
لا مالك انتفاع، وهو: من ملك المنفعة المعبنة، فلا يعير، كسكنى بيوت المدارس والربط والجلوس في المساجد والأسواق، ويستثنى من ذلك ما جرت به العادة من إنزال الضيف المدارس المدة اليسيرة، فلا يجوز إسكان بيت المدرسة دائمًا ولا إيجاره إن عدم الساكن، ولا الخزن فيه، ولا بيع ماء الصهاريج، ولا استعماله فيما لم تجر به العادة، ولا يتغطى ببسط الوقف، وليس للضيف بيع الطعام، وله إطعام الهر والسائل.
[[شرط المتبرع له: ]]
وأشار للركن الثاني بقوله: من أهل التبرع عليه بالشيء المعار، وهو متعلق بقوله:(إعارة)، فلا يعار مسلم لكافر، كما يأتي.
[[شرط المستعار: ]]
وأشار للركن الثالث، وهو المستعار وشرطيه، بقوله: عينا لمنفعة، مع بقاء ذاتها، فالمعار العين، والمقصود من إعارتها حصول منفعة مباحة، وعدل عن قول ابن الحاجب:(المستعار منفعة مع بقاء العين)؛ لأنه متعقب.
[تنبيه]
قال البساطي: وقع للشارح أن اللام هنا للتعليس، وأن عينا معمول:(مالك منفعة)، فإنه قال: عينا معمول لما قبله، وكلاهما سهو انتهى.
أي: فإن عينا معمول للمصدر، الذي هو إعارة، واللام كما قال: