للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عقده مع يمينه على المشهور؛ لأنهما لو سكتا عن ذكره في العقد لكان الحكم كذلك.

[تنبيه]

تعقب المصنف ابن الحاجب حيث لم يقيد ذلك بفوات رأس المال، كما قال المازري، وهذا إذا كان اختلافهما بعد فوات رأس المال، وإلا تحالفا وتفاسخا، ثم تبعه هنا، وذكر القيد صاحب الشامل قائلا: هو المشهور.

وإلا يدعي أحدهما موضع عقده بل ادعاه غيره، فالبائع مصدق إن أشبه، سواء ادعى الآخر مشبهًا أو لا، وأما إن ادعى المشتري ما يشبه دون البائع، فالقول قوله، وإن لم يشبه واحد منهما تحالفا وتفاسخا، وقاله في المدونة، كفسخ ما وقع العقد على أنه يقبض بمصر، ولم يسميا موضعًا منها لاتساعها؛ لأن مصر ما بين البحر وأسوان (١)، ويختلف الحمل بذلك اختلافًا كثيرًا، لا يصح معه العقد.

قال في الشامل: إلا أن يكون لهم عرف كالكراء، أي: إذا اكترى من


(١) يعني طولًا، قال القزويني في (آثار البلاد وأخبار العباد، ص ١٠٥): "مصر ناحية مشهورة، عرضها أربعون ليلة في مثلها، طولها من العريش إلى أسوان وعرضها من برقة إلى ايلة.
سميت بمصر بن مصرايم بن حام بن نوح، عليه السلام، وهي أطيب الأرض ترابًا وأبعدها خرابًا، ولا يزال فيها بركة ما دام على وجه الأرض إنسان.
ومن عجائبها: أنه إن لم يصبها مطر زكت بخلاف سائر النواحي، وإن أصابها ضعف زكاؤها. ووصف بعض الحكماء مصر فقال: إنها ثلاثة أشهر لؤلؤة بيضاء، وثلاثة أشهر مسكة سوداء، وثلاثة أشهر زمردة خضراء، وثلاثة أشهر سبيكة ذهب حمراء. قال كشاجم:
أما ترى مصر كيف قد جمعت ... بها صنوف الرّياحين في مجلس
السّوسن الغضّ والبنفسج والـ ... ـورد وصفّ البهار والنّرجس
كأنّها الأرض ألبست حللًا ... من فاخر العبقريّ والسّندس
كأنّها الجنّة التي جمعت ... ما تشتهيه العيون والأنفس"

<<  <  ج: ص:  >  >>