للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وقال عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب: كتب إلي عبد اللَّه -يعني: ابن الزبير- وعبد الملك بن مروان، كلاهما يدعوني إلى المشورة، فكتبت إليهما: إن كنتما تريدان المشورة فعليكما بدار الهجرة والسنة.
وقال رجل لأبي بكر بن عمر بن حزم في أمر: واللَّه ما أدري كيف أصنع في كذا.
فقال أبو بكر: يا ابن أخي إذا وجدت أهل هذا البلد قد أجمعوا على شيء، فلا يكن في قلبك منه شيء.
وقال الشافعي أيضًا: أما أصول أهل المدينة فليس فيها حيلة من صحتها.
قال ابن نافع: كان مالك يرى أن أهل الحرمين إذا بايعوا لزمت البيعة أهل الإسلام.
قال مالك: كان ابن سيرين أشبه الناس بأهل المدينة في ناحية ما يأخذ به.
قال أبو نعيم: سألت مالكًا عن شيء، فقال لي: إن أردت العلم فأقم -يعني: بالمدينة- فإن القرآن لم ينزل على الفرات.
قال الشافعي: رحلت إلى المدينة فكتبت اختلافهم، زاد في رواية، في الحد.
قال مسعر: قلت لحبيب بن أبي ثابت: أيما أعلم بالسنة أو الفقه أهل الحجاز أم أهل العراق؟ قال: أهل الحجاز.
وقال الشافعي: كل حديث ليس له أصل بالمدينة وإن كان منقطعًا ففيه ضعف.
وقال مالك في أثر ذكر التشهد في الوصية: هو الذي أدركت عليه الناس بهذه البلدة، فلا يشك فيه، فهو الحق.
قال عبد اللَّه بن عمر: بعث عمر نافعًا إلى مصر يعلمهم السنن.
قال مجاهد وعمر بن دينار وغيرهما من أهل مكة: لم يزل شأننا متشابهًا، فتناظرا حتى خرج عطاء ابن أبي رباح إلى المدينة، فلما رجع علينا استبان فضله علينا.
رسالة مالك إلى الليث بن سعد في هذا:
من مالك بن أنس إلى الليث بن سعد، سلام عليكم، فإني أحمد اللَّه إليك الذي لا إله إلا هو،
أما بعد: عصمنا اللَّه وإياك بطاعته في السر والعلانية، وعافانا وإياك من كل مكروه، أعلم -رحمك اللَّه- أنه بلغني أنك تفتي الناس بأشياء مخالفة لما عليه جماعة الناس عندنا، وببلدنا الذي نحن فيه، وأنت في إمامتك وفضلك ومنزلتك من أهل بلدك وحاجة من قبلك إليك واعتمادهم على ما جاءهم منك، حقيق بأن تخاف على نفسك، وتتبع ما ترجو النجاة باتباعه، فإن اللَّه -تعالى- يقول في كتابه: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَار. .} الآية)، وقال تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ (١٧) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ. .} الآية)، فإنما الناس تبع لأهل المدينة، إليها كانت الهجرة، وبها نزل القرآن، وأحل الحلال، وحرم الحرام؛ إذ رسول اللَّه بين أظهرهم يحضرون =

<<  <  ج: ص:  >  >>