للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نقيض اللوم.

لا أحصي -مِن (أحصيت الشيء): عددته- ثناء عليه، هو كما أثنى على نفسه، قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك" (١).

ولمحمود الوراق (٢):

إذا كان شكري نعمة اللَّه نعمة ... عليّ له في مثلها يجب الشكر

فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله ... وإن طالت الأيام واتصل العمر (٣)

ونسأله (٤)، أي: نطلب منه اللطف، أي: الرفق والدنو، ولطف اللَّه


= إحداهما: مختصر لطيف يسمى "النهاية في اختصار الغاية - خ" في الظاهرية.
والثاني: أغاليط على الوسيط مشتملة على خمسين موضعًا فقهية وبعضها حديثية. وممن نسب إليه هذا ابن الرفعة في شرح الوسيط، فاحذره، فإنه لبعض الحمويين، ولهذا لم يذكره ابن العطار تلميذه حين عدد تصانيفه واستوعبها، وأورد ابن مرعي في الفتوحات الوهبية نسبه كام". ينظر: الأعلام (٨/ ١٤٩).
(١) أخرجه من حديث عائشة: مالك (١/ ٢١٤، رقم ٤٩٩)، وأحمد (٦/ ٢٠١ رقم ٢٥٦٩٦)، ومسلم (٣٥٢١١، رقم ٤٨٦)، وأبو داود (١/ ٢٣٢، رقم ٨٧٩)، والترمذي (٥/ ٥٢٤، رقم ٣٤٩٣) وقال: حسن. والنسائي (٢/ ٢٢٢، رقم ١١٣٠)، وابن ماجه (٢/ ١٢٦٢، رقم ٣٨٤١).
(٢) هو: محمود بن حسن الوراق، (٠٠٠ - نحو ٢٢٥ هـ = ٠٠٠ - نحو ٨٤٠ م): شاعر، أكثر شعره في المواعظ والحكم، روى عنه ابن أبي الدنيا، وفي (الكامل) للمبرد، نتف من شعره، وهو صاحب البيت المشهور:
إذا كان وجه العذر ليس ببين ... فإن طرح العذر خير من العذر.
وجمع عدنان العبيدي ببغداد ما وجد من متفرقات شعره في ديوان، ينظر: الأعلام (٧/ ١٦٧).
(٣) هذا المعنى أخذه الشاعر من قول نبي اللَّه داود -عليه السلام-: إلهي كيف أشكرك وشكري لك نعمة من عندك فأوحى اللَّه تعالى إليه الآن قد شكرتني، وفي هذا يقال؛ الشكر على الشكر أتم الشكر. ينظر: المستظرف في كل فن مستطرف (١/ ٥٠٣).
(٤) قول المصنف: (ونسأله) بنون العظمة هو في الظاهر يناقض ما قدم مِن الاعتراف بالذل لمولاه؛ والمقام مقام سؤال، فيناسبه ضمير الإفراد لا الجمع المراد به واحد عظمة، ولكن سيأتي اعتذار الشارح عنه قريبًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>