للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الثالث: قال الشهاب الأبشيطي (١) -رحمه اللَّه تعالى- اختلف الناس في العقل من جهات شتى: هل له حقيقة تدرك أو لا؟ قولان، وعلى أن له حقيقة تدرك هل هو جوهر أو عرض؟ قولان، وهل هو اسم جنس أو جنس أو نوع ثلاثة أقوال، فذلك أحد عشر قولًا، ثم القائلون بالجوهرية والعرضية اختلفوا في رسمه على أقوال شتى، أعدلها قولان، فما قاله أصحاب العرض هو ملكة في النفس بها يستعد للعلوم والإدراكات، وما قاله أصحاب الجوهر: جوهر لطيف تدرك به الغايات بالوسائط والمحسوسات بالمشاهدات، خلقه اللَّه تعالى في الدماغ، وجعل نوره في القلب. انتهى.

وقال ابن فرحون: العقل نور يقذف في القلب فيستعد لإدراك الأشياء، وهو من العلوم الضرورية.

وقال أبو إسحاق الشيرازي (٢): صفة يميز بها بين الحسن والقبيح.


(١) هو: أحمد بن إسماعيل بن أبي بكر بن عمر بن بريدة: (بضم الباء وفتح الراء وسكون الياء) شهاب الدين الأبشيطي، (٨٠٢ - ٨٨٣ هـ = ١٤٠٠ - ١٤٧٨ م): فقيه شافعي فرضي، عارف بالحديث، ولد بأبشيط (من قرى المحلة بمصر)، وتعلم في الأزهر بالقاهرة، ودرس، ثم جاور بمكة سنة ٧٧١ هـ وتوفي بالمدينة. من كتبه (ناسخ القرآن ومنسوخه) و (شرح الرحبية) و (شرح تصريف ابن مالك) و (شرح منهاج البيضاوي) و (إتقان الرائض في فن الفرائض) و (شرح قواعد ابن هشام)، ينظر: الأعلام (١/ ٩٧).
(٢) هو الإمام العلامة الأصولي النظار، من ذاع صيته وانتشرت شهرته بالأمصار والأقطار: إبراهيم ابن علي بن يوسف الفيروزآبادي الشيرازي، أبو إسحاق، (٣٩٣ - ٤٧٦ هـ = ١٠٠٣ - ١٠٨٣ م): العلامة المناظر، ولد في فيروزآباد بفارس، وانتقل إلى شيراز فقرأ على علمائها، وانصرف إلى البصرة، ومنها إلى بغداد سنة ٤١٥ هـ، فأتم ما بدأ به من الدرس والبحث، وظهر نبوغه في علوم الشريعة الإسلامية، فكان مرجع الطلاب ومفتي الأمة في عصره، واشتهر بقوة الحجة في الجدل والمناظرة، وبنى له الوزير نظام الملك المدرسة النظامية على شاطىء دجلة، فكان يدرس فيها ويديرها، عاش فقيرًا صابرًا، وكان حسن المجالسة، طلق الوجه، فصيحًا مناظرًا، ينظم الشعر. وله تصانيف كثيرة، منها (التنبيه - ط)، و (المهذب - ط) في الفقه، و (التبصرة - خ) في أصول الشافعية، و (طبقات الفقهاء - ط)، و (اللمع - ط) في أصول الفقه، وشرحه، و (الملخص)، و (المعونة) في الجدل، مات ببغداد وصلى عليه المقتدي العباسي، ينظر: الأعلام (١/ ٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>