للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونقل الرازي (١) دخولهم تحت دعوته في قوله: {لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان: ١]، فاستعمل (سائر) بمعنى: (جميع) تبعًا للجوهري، والجواليقي (٢)،


= الملائكة، ونوزع في هذا النقل، بل رجح الشيخ تقي الدين السبكي أنه كان مرسلًا إليهم، واحتج بأشياء يطول شرحها، وفي صحة بناء هذه المسألة على هذا الأصل نظر لا يخفى. انتهى.
وفي كتاب كشف الأسرار لابن العماد: حكاية أن آدم -عليه السلام- أرسل إلى الملائكة لينبِّهم بما علم من الأسماء".
(١) هذا غير صحيح عنه بالمرة، ولا سيما في الموضع المذكور، ولعله حصل سهو من الشارح في النقل، أو خطأ من الناسخ، فقد قال الرازي في تفسيره (٢٤/ ٤٠): "المسألة الرابعة: لا نزاع أن المراد من العبد ههنا محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-. .، ثم قالوا: هذه الآية تدل على أحكام: الأول: أن العالم كل ما سوى اللَّه تعالى، ويتناول جميع المكلفين من الجن والإنس والملائكة، لكنا أجمعنا أنه -عليه السلام- لم يكن رسولًا إلى الملائكة، فوجب أن يكون رسولًا إلى الجن والإنس جميعًا، ويبطل بهذا قول من قال: إنه كان رسولًا إلى البعض دون البعض".
والرازي، هو: محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي البكري، أبو عبد اللَّه، فخر الدين الرازي، (٥٤٤ - ٦٠٦ هـ = ١١٥٠ - ١٢١٠ م): الإمام المفسر. أوحد زمانه في المعقول والمنقول وعلوم الأوائل، وهو قرشي النسب، أصله من طبرستان، ومولده في الري وإليها نسبته، ويقال له (ابن خطيب الري) رحل إلى خوارزم وما وراء النهر وخراسان، وتوفي في هراة، أقبل الناس على كتبه في حياته يتدارسونها، وكان يحسن الفارسية. من تصانيفه (مفاتيح الغيب - ط) ثماني مجلدات في تفسير القرآن الكريم، و (لوامع البينات في شرح أسماء اللَّه تعالى والصفات - ط)، و (معالم أصول الدين - ط) و (محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين من العلماء والحكماء والمتكلمين). ينظر: الأعلام (٦/ ٣١٣).
(٢) هو: موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر بن الحسن، أبو منصور بن الجواليقي، (٤٦٦ - ٥٤٠ هـ = ١٠٧٣ - ١١٤٥ م): عالم بالأدب واللغة، مولده ووفاته ببغداد، كان يصلي إمامًا بالمقتفى العباسي، وقرأ عليه المقتفى بعض الكتب، نسبته إلى عمل الجواليق وبيعها. قال ابن القفطي: وهو من مفاخر بغداد. من كتبه (المعرب - ط) في ما تكلمت به العرب من الكلام الأعجمي، و (تكملة إصلاح ما تغلط فيه العامة - ط) و (أسماء خيل العرب وفرسانها - خ) و (شرح أدب الكاتب - ط) و (العروض) صنفه للمقتفى. قال ابن الجوزي: لقيت الشيخ أبا منصور الجواليقى، فكان كثير الصمت، شديد التحري فيما يقول، متقنًا محققًا، وربما سئل المسألة الظاهرة التي يبادر بجوابها بعض غلمانه، فيتوقف فيها حتى يتيقن. ينظر: الأعلام (٧/ ٣٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>