للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وابن بري (١)، وغيرهم، ولم يُعْتَبرْ إنكار الحريري (٢) وغيره ذلك على الجوهري، وحكى صاحب القاموس القولين مرجحًا أن السائر الباقي لا الجميع (٣)، ويحتمل أن المصنف أراده؛ لأن أمته بقية الأمم بالنسبة لمن مضى


(١) هو: عبد اللَّه بن بري بن عبد الجبار المقدسي الأصل المصري، أبو محمد، ابن أبي الوحش، (٤٩٩ - ٥٨٢ هـ = ١١٠٦ - ١١٧٨ م): من علماء العربية النابهين، ولد ونشأ وتوفي بمصر، وولي رياسة الديوان المصري. له "الرد على ابن الخشاب - ط" انتصر فيه للحريري، و"غلط الضعفاء من الفقهاء - ط"، و"شرح شواهد الإيضاح - خ" نحو، و"حواش على صحاح الجوهري - خ"، و"حواش على درة الغواص للحريري". ينظر: الأعلام (٧٣١٤).
(٢) هو: القاسم بن علي بن محمد بن عثمان، أبو محمد الحريري البصري، (٤٤٦ - ٥١٦ هـ = ١٠٥٤ - ١١٢٢ م): الأديب الكبير، صاحب "المقامات الحريرية - ط"، سماه "مقامات أبي زيد السروجي". ومن كتبه "درة الغواص في أوهام الخواص - ط"، و"ملحة الإعراب - ط"، وله شعر حسن، وكان دميم الصورة غزير العلم، مولده بالمشان: بليدة فوق البصرة، ووفاته بالبصرة، ونسبته إلى عمل الحرير أو بيعه، وكان ينتسب إلى ربيعة الفرس. ينظر: الأعلام (٥/ ١٧٧).
(٣) لم يرجح صاحب القاموس ما ذكره الشارح ترجيحًا مسقطًا للقول الآخر، وإنما رجحه استعمالًا بحكم أنه لغة الجمهور، وإلا فإن نص صاحب القاموس ص ٥١٧: "والسائر: الباقي لا الجميع كما توهم جماعات أو قد يستعمل له. ومنه قول الأحوص: فجلتها لنا لبابة لما وقذ النوم سائر الحراس وضاف أعرابي قومًا فأمروا الجارية بتطييبه، فقال: بطني عطري وسائري ذري".
قال الزبيدي (١١/ ٤٨٥ - ٤٨٧): ، (والسائر: الباقي)، وكأنه من سأر يسأر، فهو سائر.
قال ابن الأعرابي فيما روى عنه أبو العباس: يقال: سأر وأسار، إذا أفضل، فهو سائر، جعل سأر وأسأر واقعين.
ثم قال: وهو سائر.
قال: قال: فلا أدري أراد بالسائر المسئر، (لا الجميع كما توهمه جماعات)؛ اعتمادًا على قول الحريري في: (درة الغواص في أوهام الخواص).
وفي الحديث: "فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"، أي: باقيه. قال ابن الأثير: والناس يستعملونه في معنى الجميع، وليس بصحيح، وتكررت هذه اللفظة في الحديث، وكله بمعنى باقي الشيء.
والباقي: الفاضل، وهذه العبارة مأخوذة من التكملة، ونصها: "سائر الناس: بقيتهم، وليس معناه جماعتهم، كما زعم من قصرت معرفته". انتهى.
(أو قد يستعمل له) إشارة إلى أن في (السائر) قولين: =

<<  <  ج: ص:  >  >>