قالوا: وقد قال تعالى: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا}، فكذلك يجب أن يكون الدعاء له مخالفًا لدعاء الناس بعضهم لبعض، وهذا اختيار الإمام أبي المظفر الإسفراييني من شيوخنا، وبه قال أبو عمر بن عبد البر". (١) أي: لفظ الآل. (٢) هو: عثمان بن عمر أبي بكر بن يونس، المعروف بابن الحاجب، أبو عمرو، جمال الدين، (٥٧٠ - ٦٤٦ هـ = ١١٧٤ - ١٢٤٩ م)، كردي الأصل، ولد في إسنا، ونشأ في القاهرة، ودرس بدمشق، وتخرج به بعض المالكية والشافعية، ثم رجع إلى مصر فاستوطنها، كان من كبار العلماء بالعربية، لا سيما النحو، وفقيها من فقهاء المالكية، لا سيما في الأصول، متقنًا لمذهب مالك بن أنس، ما جعل كتبه في هذين الفنين تنال الحظوة من سائر المذاهب والطوائف، وكان ثقة حجة، متواضعًا عفيفًا. من تصانيفه: مختصر الفقه، ومنتهى السؤل والأمل في علمي الأصول والجدل، في أصول الفقه، وجامع الأمهات في فقه المالكية، والكافية في النحو التي لهج بشرحها الكافيجي، فنسب إليها، وشرحها أيضًا الرضى الأستراباذي، وهو شيعي. ينظر: الديباج المذهب ص ١٨٩، ومعجم المؤلفين (٦/ ٢٦٥)، والأعلام (٤/ ٢١١). (٣) قال القاضي عياض في الإكمال (٣/ ٣٢٨): "واختلف مَنْ هم آل محمد؟ فقال مالك وأكثر أصحابه: هم بنو هاشم خاصة، ومثله عن أبي حنيفة، واستثنى آل أبي لهب. وقال الشافعي: هم بنو هاشم، ويدخل فيهم بنو المطلب أخي هاشم دون سائر بني عبد مناف؛ لقول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّا نحن وبنو المطلب شيء واحد"، ولقسم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لهم مع بني هاشم سهم ذي القربى دون غيرهم، ونحا إلى هذا بعض شيوخ المالكية. وقال أصبغ: هم عشيرة النبي -عليه السلام- الأقربون الذين أمر بإنذارهم آل قصي. قال: وقيل: قريش كلها". قال القرطبي في المفهم (٩/ ٩٦): "قلت: وفي الأم: أن زيد بن أرقم سئل عن أهل بيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من هم؟ فقال: أهل بيته من حُرِمَ الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ فقال: هم آل عليِّ، وآل عَقيل، وآل جعفر، وآل عباس -رضي اللَّه عنهم-. فقال: كل هؤلاء يُحْرَم الصدقة؟ قال: نعم. وهذا يؤيد قول مالك؛ فإن هؤلاء كلُّهم بنو هاشم".