للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ابن رشد: وسائر العشرة كأبي بكر في ذلك، وكذلك من ثبت بطريق صحيح عنه عليه الصلاة والسلام أنه من أهل الجنة، كعبد اللَّه بن سلام.

ووقف مالك في تحنيث من حلف بذلك في عمر بن عبد العزيز، وقال: هو رجل صالح إمام هدى.

ولم يزد على ذلك؛ لعدم ورود نص فيه، ووجه قول ابن القاسم ظاهر قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أنتم شهداء اللَّه في أرضه، فمن أثنيتم عليه خيرًا وجبت له الجنة. . " الحديث (١)، وحصل إجماع الأمة على حسن الثناء عليه، والإجماع معصوم.

أو إن كنت حاملًا فأنت طالق، أو لم تكوني فأنت طالق نجز طلاقها، وحملت على البراءة منه، أي: من الحمل إذا علق في طهر لم يمس فيه.

أو مس فيه ولم ينزل، فلا يطلق إذا ثبت، بأن قال: إن كنت حاملًا، وتطلق إذا نفى، فقال: إن لم تكوني حاملًا، وهذا الحكم اختاره اللخمي مع العزل.

ومفهوم كلام المؤلف: تنجيزه إن أنزل ولم يعزل، وهو قول مالك في المدونة، وسواء قال: إن كنت حاملًا، أو إن لم تكوني، أوقعه الحاكم أو لا، وهو الأصح.

أو علقه على ما لم يمكن اطلاعنا أيها البشر عليه، كـ: إن شاء اللَّه أو الملائكة أو الجن، أو واحد منهم، وتعليقه على ذلك كإطلاقه فينجز.

ابن رشد: اتفاقًا.


(١) أخرجه أحمد (٦/ ٤٦٦، رقم ٢٧٦٨٦)، وابن ماجه (٢/ ١٤١١، رقم ٤٢٢١) قال البوصيري (٤/ ٢٤١): إسناده صحيح ورجاله ثقات. وابن أبي شيبة (٧/ ٤١١، رقم ٣٦٩٦٠)، والطبراني (٢٠/ ١٧٨، رقم ٣٨٢)، والحاكم (١/ ٢٠٧، رقم ٤١٣) وقال: صحيح الإسناد. والبيهقي (١٠/ ١٢٣، رقم ٢٠١٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>