للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رده لعيبه، لأنها فعلت لإصلاح العقد، ولا يردها هي لعيبها، ونحوه في المدونة.

وهل هذا التفصيل مطلقًا وهو ظاهر المدونة، أو لا ترد إلا أن يوجبها، أي: الزيادة فيردها.

القابسي (١) وغيره: لقوله فيها لقيته، فقال: أنقصتني من صرف الناس فزدني. فيفهم منه إذا زاده فقد ألحقه بصرف الناس، فقد أوجب الزيادة.

أو لا يردها إلا إن عينت، فهو معطوف على (مطلقًا)، لا على المستثني، وإلا لقال: (أو لم يتعين)، وهو قول صاحب النكت عن بعضه شيوخه، وإليه ذهب اللخمي تأويلات.


(١) هو: أبو الحسين علي بن محمد بن خلف، الإمام، الحافظ، الفقيه، العلامة، عالم المغرب، أبو الحسن علي بن محمد بن خلف المعافري، القروي، صاحب (الملخص)، حج، وسمع من حمزة بن محمد الكتاني الحافظ، وأبي زيد المروزي، وابن مسرور الدباغ بإفريقية، وطائفة.
كان عارفًا بالعلل والرجال، والفقه والأصول والكلام، مصنفًا يقظًا دينًا تقيًا، وكان ضريرًا، وهو من أصح العلماء كتبا، كتب له ثقات أصحابه، وضبط له بمكة (صحيح) البخاري، وحرره وأتقنه رفيقه الإمام أبو محمد الأصيلي.
قال حاتم الأطرابلسي: كان أبو الحسن القابسي زاهدا ورعا يقظا، لم أر بالقيروان إلا معترفًا بفضله، تفقه عليه أبو عمران القابسي، وأبو القاسم اللبيدي، وعتيق السوسي، وغيرهم.
ألف تواليف بديعة ككتاب (الممهد) في الفقه، وكتاب (أحكام الديانات)، و (المنقذ من شبه التأويل)، وكتاب (المنبه للفطن)، وكتاب (ملخص الموطأ)، وكتاب (المناسك)، وكتاب (الاعتقادات)، وغير ذلك.
وكان مولده في سنة أربع وعشرين وثلاث مائة، وتوفي في ربيع الآخر بمدينة القيروان، وبات عند قبره خلق من الناس وضربت الأخبية، ورثته الشعراء سنة ثلاث وأربع مائة.
ينظر: ترتيب المدارك (٤/ ٦١٦ - ٦٢١)، ووفيات الأعيان (٣/ ٣٢٠ - ٣٢٢)، ومعالم الإيمان (٣/ ١٦٨)، وتذكرة الحفاظ (٣/ ١٠٧٩ - ١٠٨٠)، والعبر (٣/ ٨٥ - ٨٦)، ودول الإسلام (١/ ٢٤٢)، ونكت الهميان، ص ٢١٧، البداية والنهاية (١١/ ٣٥١)، والديباج المذهب (٢/ ١٠١ - ١٠٢)، وشجرة النور الزكية (١/ ٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>